يوسف بن محمد العتيق
لفت نظري أحد المحللين السياسيين يتحدث عن موضوع سياسي كبير يتناول شخصية كبيرة شهرتها من المحيط إلى المحيط، ثم يقول هذا المحلل إن لدي (!) وثيقة تناولت هذه الشخصية، ثم يسترسل في حديثه للإساءة بهذه الشخصية الشهيرة جدا من خلال هذه الوثيقة التي لديه، وكأن هذه الوثيقة التي بين يديه اتفق الشرق والغرب على صحتها، وصحة ما فيها.
من أكثر ما ينص عليه علماء التاريخ قديما وحديثا أن الوثائق من أهم مصادر المعلومات وأقواها إلا أن الوثائق وقبل الاستشهاد بمضمونها لابد من التأكد من صحة هذه الوثيقة فالوثائق تتعرض لحملة كبيرة للتزوير والعبث.
هناك أناس متخصصون في التاريخ إلا أنه لا ذمة لهم فاحترفوا التزوير ولديهم القدرة على صنع الوثائق التي تسيء للآخرين.
فمثلا هناك أشخاص صنعوا مخطوطات قديمة لكتب تهم مقتني الكتب في السعودية لأن المشتري السعودي يتمتع بإمكانات شراء وتملك جيدة، فهناك من زور تواريخ للسعودية ولديهم القدرة على صنع ورق يشابه ورق المخطوط القديم أو الوثائق القديمة ولا يكتشفها سوى المتخصصين.
فمثلا لو أتى أحدهم وقال إن لدي وثيقة أن الأحساء قرب جدة والطائف وأن عرعر من مدن جازان، فلا يشفع له أن معه وثيقة.
لذا ليست كل وثيقة يعمل بما فيها حتى تمر على ذوي الاختصاص، ويحكموا بأنها صحيحة ثم نبدأ في مناقشة ما ورد في داخل الوثيقة.