يوسف بن محمد العتيق
في كتب التراث وبالأخص كتب التراجم، وفي الكتب التي تحدَّثت عن شخصيات كبرى معاصرة نجد أنهم يلتقون في صفة مشتركة واحدة وهي الخلوة مع النفس أو الابتعاد عن هموم المجتمع والتفرغ للنفس لساعات أو أيام.
حتى إن الحسن البصري وهو من شخصيات القرون المتقدمة المميزة ينقل عنه أنه قال: التفكر مرأة تريك حسناتك وسيئاتك.. ويقصد أن خلوتك مع نفسك والتأمل فيها تشابه المرأة التي تشاهد به وجه وتقسم نفسك من خلالها.
ومثل ذلك العالم الشهير ابن تيمية الذي كان يخرج لفترات طويلة في الصحراء ويردد بيت شعر شهير يقول:
وأخرج من بين البيوت لعلني
أحدث عنكَ النفس بالسر خاليا
وهكذا الكثير من الشخصيات العامة تقوم بهذا السلوك المطلوب لصفاء الذهن وتجدد دوام الصحة.
وفي عصرنا القريب نجد أن الكثير من الشخصيات العامة من ملوك وأمراء وغيرهم يقضون أيامًا في الصحراء والقنص، هي من دون شك تدخل في مجال الخروج من هموم الحياة اليومية وصخبها إلى شيء من الهدوء المؤقت.
هذه الحالة الموجودة قديمًا وحديثًا ليست من باب السياحة أوالاستئناس بقدر ما هي حاجة ذهنية وصحية ملحة في زمن غلب عليه الايقاع المادي.