يوسف بن محمد العتيق
في أزهى عصور الرواية الإسلامية للحديث النبوي، وحيث كان الكذب أقل والنّبل والفضل أكثر، كان لعلماء الحديث والرواية موقف متشدد من أوصاف بعض الرواية للمعلومات، فمثلاً كانوا لا يقبلون رواية من يكذب ولو من باب المزاح، وكانوا لا يقبلون حديث ضعيف الذاكرة الذي قد ينسى بعض أجزاء الرواية، يأخذون موقفاً متشدداً ممن يأتي برواية فيخالف من هم أكبر منه في العلم والحفظ.
وهكذا كانت لهم ضوابط صارمة في أخذ الحديث النبوي وأخبار المتقدمين.
ومن المرويات التي كان متقدمو هذه الأمة يردونها، هي الرواية التي تأتي من شخص مجهول سواء كان غير معروف باسمه أو أن يكون مجهولاً باسم مستعار.
والمجهول يختبئ بعدم ذكر اسمه من كشف أمر ماء خلفه، فهو إما يحمل أجندة سياسية أو دينية منحرفة أو أخلاقية أو لنشر الشائعات، ولا يستطيع أن يذكر اسمه معها، لأنه إذا عُرف اسمه عُرف من خلفه!!
وليس ببعيد خبر وجود عشرات بل مئات المعرفات في النت والتي تسيء لوطننا الكريم، وتبين أنها تدار من دول معادية لوطننا، مع العلم بأن أغلب هذه المعرفات بأسماء مستعارة أو تحمل معنى وطنياً.
لذا كان حديث الأسلاف المتشدد في عدم قبول رواية المجهول حديثاً مهماً يجب أن يسلط عليه الضوء ويدرس.