حميد بن عوض العنزي
نسبة البطالة التي ذكرها وزير العمل الدكتور مفرج الحقباني خلال لقاء مجلس الشورى والتي بلغت 11% وبنفس الوقت تحدث عن وجود 9 ملايين أجنبي يعملون بالمملكة، وهذا يدل على ان المعادلة فيها تناقض خلل، ولم نصل إلى حلها بالشكل الصحيح، او حتى تقليص الفجوة ما بين هاتين النسبتين.
صندوق الموارد البشرية وكذلك الغرف التجارية وخصوصاً غرفة الرياض يعلنون بشكل شبه اسبوعي عن مئات الوظائف الشاغرة للسعوديين، ولكن لا تجد القبول الكافي، وهي وظائف متنوعة تناسب حتى أولئك الذين لا يحملون أكثر من الشهادة المتوسطة، وباعتبار ان هذه الفئة هي الأكثر من بين فئات العاطلين، ومع تلك الجهود إلا أن الاقبال ضعيف، وهذا يستدعي تقصي الاسباب، فالعاطل الحقيقي عادة يبحث عن أي وظيفة تتوفر له، إلا إذا كنا أمام بطالة اختيارية، فهذا امر آخر يجب تحديده، وقد يكون هناك اسباب تتعلق بأمور أخرى كأن يكون الشخص مستفيداً من الضمان الاجتماعي - خصوصاً بعض فئات النساء- ويجد أن الوظيفة قد تحرمه ذلك المبلغ، والبعض الآخر يريد أن يستفيد من كامل المدة المخصصة لمكافأة حافز، وقد تكون هناك اسباب اخرى يجب تحديدها وفق دراسة جادة وحقيقية.
الجهود كبيرة ولكن الناتج ليس بالمستوى الذي يضاهي ما يبذل، ومن المؤكد أن هناك حلقة مفرغة لاتزال عائمة وسط دهاليز هذا الملف الذي قد يزداد صعوبة في قادم الأيام، وإن كان البعض يرى ان الحل اغلاق باب الاستقدام نهائياً إلا أن هذا يبقى صعباً جداً، وسيكون له سلبيات هائلة.