حميد بن عوض العنزي
قطع العلاقات السعودية مع إيران وما شهده من تأييد إقليمي وعربي وإسلامي قد يكون منطلقاً جيداً لعلاقات عربية – غربية أفضل وتكامل إقليمي وإسلامي أكثر فاعلية من الماضي, المملكة كدولة تأثير وقوة سياسية واقتصادية باتت اليوم هي رأس الحربة في الدفاع عن المقدرات والحدود العربية أمام المخطط الإرهابي الإيراني على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية.
ومن المفارقات العجيبة أن كل من ارتمى في حضن إيران من أحزاب أو دول انقلبت فيها الأوضاع رأسا على عقب فحليف إيران في لبنان حزب الله أدخل البلد في دوامة لا تنتهي من الأزمات الخانقة فمن كرسي الرئاسة بعبدا مروراً بكرسي رئيس الوزراء واذكاء حروب سوريا بأرواح اللبنانيين، وصولاً إلى الزبالة في الشوارع.
العراق أيضاً يعيش حالة تخلف محزن من الفساد وسرقة المليارات إلى التفرق والتحزب الطائفي وتفشي الفقر والأوبئة وتمزيق البلاد في يد عصابات داعش والمالكي, ونفس الأمر يعيشه النظام السوري الذي يبيد شعبه بالبراميل المتفجرة، وفي اليمن كانت عصابة الحوثي قد بدأ نفس لعبة حزب الله. وهذه الصور المحزنة لبلدان عربية إنما تكرس صورة ولاية الفقيه التي تتخذ من الطائفية لعبة قذرة تمارسها مع التخلف الذي تعيشه بعض العقول العربية.
نقيض تلك الصورة المظلمة والمحزنة نجد المملكة قد ساندت كل بلد شقيق وصديق وعملت على أن يعم الرخاء والأمن فيه ففي اليمن تمكنت عاصفة الحزم من دحر عصابات الحوثي والمخلوع التي كانت تريد الانفراد في الشعب اليمني ومقدراته التنموية والحضارية لتسلمها إلى عمائم طهران لتمارس دورها الإجرامي على أرض اليمن, وفي الشقيقة البحرين حينما عاثت أصابع الإجرام الإيراني تدخلت المملكة ودول الخليج عبر درع الجزيرة وأعادت الأمن والرخاء.
ومن المؤسف أن هذه المفارقات الواضحة لكل ذي بصيرة تغيب عمداً عن بعض العرب ممن اصبحوا اليوم اكثر انكشافا وتعرية، والأيام والمواقف ستكشفهم اكثر وسيكونون صفحة سوداء في تاريخ عروبتهم وأول من سيبيعهم في سوق الخيانة هي ايران ذاتها؛ لأنها لا تنظر لهم سوى انهم ادوات تستخدم لمرة واحدة ثم تلقى في سلة المهملات.