حميد بن عوض العنزي
** زيارة الرئيس الصيني فخامة السيد شي جين بينغ للمملكة لم تكن زيارة عادية لا من حيث توقيتها ولا من حيث حجم وتأثير نتائجها التي شكلت تحولا مهما على الصعيد الاستراتيجي في كل المجالات وهو ما كان واضحا من خلال بيان علاقة الشراكة الإستراتيجية الذي أكد على أهمية تعزيز الشراكة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعلمية والإنسانية.
** الصين باتت قطبا مهما ومؤثرا ودورها في تزايد كبير، وهي اليوم تمثل للمملكة شريكا مهما في ظل التوجه السعودي في التقليل من سياسة تحالفات القطب الواحد والانطلاق في كل الاتجاهات وفق مصالح مشتركة، وهذا التوجه السليم الذي بدأته المملكة منذ سنوات ينطلق من قاعدة تشكل السياسة والاقتصاد المحور الأهم فيها، والمملكة واثقة من مدى انعكاس تأثير تعزيز علاقاتها على توضيح موقف المملكة تجاه الأحداث الجارية في المنطقة، وهو ما نثق بأنه سيكون عاملا مؤثرا وإيجابيا في المستقبل القريب على الموقف الدولي تجاه القضية السورية تحديدا باعتبارها هي الأخطر من بين قضايا المنطقة اليوم.
** السياسة الحكيمة للمملكة اليوم بقيادة الملك سلمان جعلت من كل المسارات سالكة وأن أي بطء في أي مسار مع أي دولة، لا يعني تعثر بقية المسارات، ولهذا فإن المسار الاقتصادي يسير حتى مع الدول التي قد نختلف معها حول بعض القضايا السياسية، وهذا أمر جيد لأن بوابة الاقتصاد والاستثمار أكثر تأثيرا من أي وقت مضى، والشراكة الناجحة والإستراتيجية مع الصين يمكن أن تتكرر مع قوى أخرى متى ما كانت هناك قاعدة متينة لبنائها وهو ما يتوفر للمملكة مع معظم دول العالم بفضل السياسة السعودية المتزنة، وسنشهد شراكات عميقة وإستراتيجية مماثلة تتواءم مع المكانة الكبيرة والمؤثرة التي تحتلها بلادنا اليوم على خارطة العالم، وصناعة التحالفات الجديدة والقوية اليوم أصبحت استثمارا مهما وضروريا في ظل تراجع مستوى تأثير بعض التحالفات القديمة.