فهد بن جليد
هل اكتشف العلماء أنّ مُصطلح أزمة (مُنتصف العمر) كذبة لا وجود لها؟!
يبدو أن الوصف القديم لحال كل من بلغ (سنّ الأربعين) كان خاطئاً، فقد أثبتت دراسة حديثة أن هذه الفكرة (غير صائبة) إطلاقاً، نتيجة المبالغة في تأثير العوامل التي قد تحرم الإنسان من السعادة باختلاف الشعوب وثقافتها، نتيجة شعور البعض بالوحدة لتأخر (سن الزواج) وفوات القطار، ومراجعة النفس مع تحول لون الشعر إلى البياض، إضافة إلى عدم الحصول على وظيفة، أو عدم امتلاك سكن خاص... إلخ فكل مجتمع له أزماته التي يشعر بها الفرد في (مُنتصف العمر)؟!
العلماء وجدوا أن الإنسان يصبح أكثر سعادة في الأربعين من عمره، مُقارنة بما كان عليه في سن الثامنة عشرة، (الديلي ميل البريطانية) التي كشفت عن الدراسة ستجعلنا نعيد حساباتنا، خصوصاً عند مقارنتها بالدراسة السابقة التي فسّرت اختلاف الشعور بالسعادة بين الشعوب نتيجة كثافة انتشار التحول الجيني الذي يمنع تلف مادة (الانانداميد) المسؤولة عن متعة الحواس ومنع الألم!
بالمناسبة يبدو أن سر انتشار (العبوس) في منطقتنا العربية، نتيجة خلوها (شبه التام) من هذا التحول الجيني، والذي يتركز في غرب إفريقيا، وأمريكا اللاتينية، والسويد، وبعض الدول الغربية، ولكن المُضحك أنّ معظم هؤلاء أيضاً لا يبتسمون! السعادة تختلف بين أفراد (المجتمع الواحد) مما يؤكد أنها شعور فردي، وليس جماعياً!
برأيي أنه لا يوجد وقت مُحدد يشعر فيه الإنسان (بالسعادة)، فقد تطرُّق بابك في بداية حياتك، أو في منتصفها، أو حتى عندما يتقدّم بك العمر، أحلامك تتحقق، وتجد أن الأيام تتجدّد لتشعر بأن رحلة الحياة قصيرة جداً، هناك من ينصحك بأن السعادة في جمع المال الذي هو مفتاح (لكل شيء)، وهناك من يربط السعادة في القرب من الله، آخرون قد يختصرون السعادة في صحة الأبدان وأمن الأوطان!
لا يمكننا تجاوز قول الخطيئة:
(وَلستُ أرى السعادةَ جَمْعَ مالٍ
ولكنَّ التقيَّ هو السعيدُ)
حتى نفهم تفريق الله بين (الحياة الطيبة، والمعيشة الضنكة)؟!
رغم أنّ التجارب عديدة، إلا أنّ أكثرها ألماً عندما يكون (الإنسان سعيداً) وهو لا يشعر بذلك، لأنه تعوّد على تقمص دور الضحية باختصار؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.