فهد بن جليد
في كل الأحـوال أي إعلامي عربي، أعتقد أنه سيعتبر إغلاق قناة الجزيرة في الولايات المتحدة الأمريكية يوم 30 أبريل المُقبل (خسارة إعلامية) بفقدان منبر عربي هناك، سواءً كان مُتفقاً مع المحتوى الذي تقدمه الجزيرة أم لا.
كثيرون يرون أن القناة لم تقم بدورها (الحيادي) والمُنتظر لتصحيح الصورة النمطية عن العرب والمسلمين في عقلية وذهنية المُشاهد و (الناخب) الأمريكي، لتتشكّل لديه صورة حقيقية عن المسلمين وعدالة قضاياهم، وما يتعرض له الإسلام من تشويه على يد بعض الإرهابيين الذين لا دين لهم مقابل كمية المعلومات والرسائل اليومية المغلوطة التي يتلقاها عبر عدد من وسائل ووسائط التواصل الأخرى، لأن خلافاتنا ومشاكلنا البينية -على ما يبدو- أثرت على طريقة ونوعية تغطية الأخبار للمُشاهد الأجنبي عن العالم العربي!
في كل الأحوال شبكة الجزيرة أعلنت رسمياً أنه سيتوقف بثها الفضائي في أمريكا بعد نحو 100 نهار من اليوم، بسبب تحديات سوق الإعلام الاقتصادية، مع تعهدها بتوسيع خدماتها الرقمية لبث الأخبار، وإيصالها للمُتابعين في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن مصير الطاقم والتجهيزات والاستوديوهات ما يزال مجهولاً؛ فلا أحد يعلم هل سيتم التنازل عنها لـ (مستثمر آخر)؟ ومن هو؟ وما الذي سيقوم به؟ نحن نعلم أن الجزيرة اشترت شبكتها في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2013م من نائب الرئيس الأمريكي الأسبق (آل غور) بمئات الملايين من الدولارات! فهل سيتم تصفية كل الأصول ومغادرة السوق الأمريكي نهائياً؟!
انسحاب الجزيرة بهذه الصورة من السوق الإعلامي الأمريكي سيترك فراغاً يجب على العالم العربي والخليجي تحديداً أن يفكر بملئه بمحتوى (فضائي ورقمي) يساعد على مخاطبة الداخل الأمريكي بطريقة صحيحة، بدلاً من ترك هذه المساحات عرضة لاستغلالها ضدنا.
لماذا لا نفكر في إسناد مثل هذه المُهمة لمُبتعثينا كدور ثقافي، خصوصاً وأن هناك تجارب لعدد منهم يعملون اليوم في قنوات تبث من (بلد الابتعاث).
وعلى دروب الخير نلتقي.