فهد بن جليد
اكتشفت مؤخراً سر ضحك بعض الإخوة السودانيين عندما نتحدث معهم عن (الكوشة والزّفة) وتكاليف الزواج، لأنهم يُطلقون اسم (الكوشة) على مرمى أو مكب (النفايات والقمامة) أكرمكم الله، ولا أعرف من أخبرنا -سامحه الله- أن (الكوشة) هي (العرش) الذي تجلس عليه العروس، في انتظار عريسها على الحصان الأبيض، ليلة زفافهما!
برأيي إن أفضل مشروع تجاري يمكن أن تُقيمه هذه الأيام ليُدِّر عليك أرباحاً كبيرة، طبعا بعد مشروع (الكرك والجباتي) الذي أخبرتكم عنه الأسبوع الماضي، هو مشروع الزفات أو ترتيب (كوشة العروس) بمفهومنا نحن، لأن الفكرة تكمن ببساطة في بيع الأفكار، وبعض أدوات الزينة والأدخنة، مع قصائد وأغانٍ مُعلبة يتم تكرارها في كل حفلة زفاف، مع تغيير اسم العروس وعائلة العريس، وكل كوشة وأنت بخير!
الزبون بصراحة (أي العروس) يمكن أن تُغريها كلمتان بأن إضافة بعض (الزباريق، والدناديش، والزفات) ستجعله حفلاً أسطورياً، ربما أضيفت (الكوشة وتصميمها) لفهرس كتاب (ألف ليلة وليلة)، (واللي راح يدفع الفلوس) هو (العريس الغلبان) والسعر خاضع لتقدير ظروف الطرفين، (ويا بخت من جمع راسين بالحلال!).
قبل يومين قرأت عن تخصص جميل وجديد ابتكره (شاب سعودي) وهو (تدريب العروسين) على مشية الزفة، وخطوات (الإتيكيت) والأسعار (يا بلاش من 200 ألف وانت جاي)، هذا المشروع أضعه تبعاً لمقولة (السعودي إذا فكر أبدع) لأن هذا النوع من التدريب تخصصت به بعض الجنسيات العربية، ولا يمكن قبوله إلا بعبارات من نوع (بدّنا حي الله صبية، ترمي الورد بقلب الكوشة هيك، لحتّا تبين الزفة مودرن)!
أخونا السعودي صاحب المشروع يحلم بنشر هذا الفكر لجعل زفات السعوديين متوافقة مع خطوط الموضة والإتيكيت، رغم أن الخبر يقول إنه مُتخصص في (الشريعة) وتعلم الموسيقى وفن الزفات، وهذا يعطيك انطباعاً بأن السعودي ليس أنانياً في حرمان الآخرين من أدوات النجاح، والاستفادة من تجربته، بتدريب آخرين للقيام بذات المشروع والخدمة ليكسبوا المال!
جميل جداً أن يتجه شبابنا لهذا النوع الجديد علينا من التجارة المُربحة التي لا تحتاج إلى رأس مال كبير، لينافسوا بعض إخواننا المقيمين العرب الذين يكسبون مئات الآلاف شهرياً، من وراء تأجير (كوشة مُكررة) حيّ الله حدا بقلبها!
وعلى دروب الخير نلتقي.