أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: أَسْتَعْمِلُ كلمةَ الإرهابِ حسب الاصطلاح الخاطىءِ في أَدَبِيّْاتِ العصرِ الحديث، وهو اصطلاحٌ خاطئٌّ، والبديلُ الصحيح : (الْـعُدْوانُ بغيرِ حَقٍّ، أو الإفسادُ في الأرض بقتلِ النفوس البريئةِ، وإعدامِ مُـقَوِّماتِ الحياةِ من الْـمُنْشآتِ والأحْياء ، والتعذيبِ).. وأمّْا الإرهابُ فهو حَقٌّ مشروعٌ بحكمِ العقلِ الإنسانيِّ الْـمُشْتَرَكِ
، وبحكمِ الأديانِ الرَّبّْانِيّْةِ، وبالإجماع الدُّوَلِيِّ؛ فَلِكُلِّ دولةٍ أن تُعِدَّ العدَّة من الْـقُوَّةِ لحماية نفسها مِن الاعتداءِ عليها؛ وهذا مُـقْتَضَى نَصٍّ صريح مِن القرآنِ الكريم الذي لا يأتيه الباطِلُ من بيد يديه ولا مِن خَلْفِه.. قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} [سورة الأنفال/ 60]، والإرهابُ ههنا ليس عملاً عُدوانِيّْاً على مَنْ يرهب مِنْك، وإنما هو شعور نَفْسيٌّ مِن قِبلِ مَن ينوي سوءاً بالاعتداء عليك؛ فليس هو إرهاباً على إطلاقه؛ وإنما هو إرهابٌ (؛ أيْ رَهْبَةٌ تِلْقائِيةٌ من ظالِـمٌ ينوي سوءاً بالاعتداء عليك) .
قال أبو عبدالرحمن: وَصَفْتُ هذا الْـمَبْدَأَ الْـمُجْمَعَ عليه بأنه مِن أَدَبِيّْاتِ العصرِ؛ لأنَّ الدُّوَلَ الْـكُبْرى الْـمُتَنَفِّذة الظالمةَ تمنع هذا الحقَّ، وتحرِمُ منه الدُّوَلَ الْمُسْتَضْعَفَةَ ؛ وَأْضْرِبُ مِثالاً واحداً من أَمْثِلَةٍ كثيرةِ من (ليبيا)؛ فعلى الرُّغْمِ مِن معاناتهم ظُلْمَ (مُعَمَّرٍ القذَّافيِّ ): فهم يَعُدُّون اليومَ عهدَه نعيماً، ويَتَمنَّونَ عَوْدَتَه، وقد أدرك قائدُ الثورةِ عليه الشيخ (مصطفى عبدالجليل ) في (بني غازي ) أنَّ الشعب الليبيَّ الْمُتَدَيِّنَ تَدَيُّناً مَتيناً تحوَّلَ في لحظةٍ من غير إكراهٍ إلى عَلْمَاَنِيَّةٍ صارِخَة، وأصبحتْ وسائلُ الإعلامِ الْـمَسْمُوْعةُ والْـمَرْئِيَّةُ مُـتَبـَـرِّجَةً سافِرةً؛ وهذا لمْ يكنْ في عهد الْـقَذَّافي؛ بل كانتْ مُـحْتَشِمَةً في عهده.. ورَأَواْ بأعْيُنِهِمْ أنَّ (عبدالفتاح يونُس) الذي ادَّعَى أنَّه مع الثائِرِينَ على الْـقَذَّافي غيرُ صادِقٍ، وإنما هو جاسوسٌ للقذَّافيِّ، ساعٍ إلى تَضْلِيلِهم، يَتَباطَأُ في الهجومِ بهم، لتستعيد القرى الْـمُوَاليةُ القذَّافيِّ قُوَّتَها.. ومن تَضْلِيلِه - وكنتُ متابعاً الفضائياتِ، مُحْصِياً حِيَلَهُ الشيطانيةُ -: توجيُههُ الجيشَ الثائِرَ بقوله: (كلُّ الْـمُحاصَرِينَ وإن كانوا مع الْـقَذَّافي على رغْمِهم هم إخوانُنُا، ولا يجوز قَتْلُهم؛ فإذا رَفَعَ أحدُهم يديه مُسْتَسْلِماً : فلا بُدَّ أنْ نُلْقِيَ السلاحَ، ونزحف إليه مُشَاةً، ونَمْشِيَ به إلى إخوانِه الثائرين آمِناً مُكَرَّماً )؛ فصدَّقَهُ الليبيونَ الذين هم على فطرتِهم الكريمَةِ (وَمَنْ خَدَعَنا بالله اِنْخَدَعْنا له)؛ فَرَفَعَ جُنْدُ القذافيِّ أيديَـهم مُسْتَسْلِمِينَ، وأخَذ الثائرونَ بتوجيهِ النَّذْلِ (عبدالفتاح يونس)؛ فإذا بجندِ الْقَذَّافِيِّ يخونونهم، ويمطرونهم بالنيرانِ، وكان الْقَتْلَى يومها ينيفون على ثلاثين قتيلاً، والجرْحَىَ أكْثَرَ مِن ذلك.. ولقد نَفَّذَ الثائرون حكم الإعدام على الخائن (عبدالفتاح يونس) بعدها بأيام.
قال أبو عبدالرحمن: كلُّ هذه الأعباءُ والأشجانُ كانتْ نعيماً اليوم في حُسْبانِ الليبيّْيِيْنَ لو حَصلَتْ الآن؛ فما الذي حدث الآن؟.. الذي حدث الآن أن ليبيا أصبحت اليوم بُؤْرة للكفرةِ الظَّلَمَةِ من صهايِنَةِ اليهودِ أنفسِهم الْـمُفْسدينَ في الأرض، ومن الصهاينةِ الْعَلْـمانِييّْيْنَ الْـمُغَرَّرِ بهم؛ والأوَّلُوْن هم (داعِشْ)، والأخيرون هم (النُّصْرَةُ ) وأمْثالُهمْ، ولا سِيَّما مَنْ نَشَأ في بلدٍ آمِنٍ مقيمٍ حدودَ الله كدواعِشِ المملكةِ العربيةِ السُّعُودِيَّةِ، وهكذا دواعشُ في سوريا من الذين قتلوا، أوْ اسْتَرَقُّوا، أوباعوا آباءَهَم وأُمَّهاتِهم وأخواتِهم .. إلخ .. والدواعِشُ في ليبيا استولَوا على كلِّ مرافقِ الحياة ولا سِيَّما مواقِعُ إنتاج البترولِ وتصديرِه؛ وهو أَصْفَى وأنْقَى بترولٍ في العالَـمِ؛ والنتيْجَةُ أنَّ الظُّلْمَ العالَمِيَّ حالَ بين الليبيّْيِيْنَ وحرمَهم من التَّسَلُّح؛ والثَّمّنُ مِن الله ثُمَّ مِن خيراتِ بلدِهم؛ فهذا الحقُّ العالَـمِيُّ أصْبَحَ أَبْجَدِيَّةٌ في أدبياتِ العصر لا في الواقع؛ وكل ذلك عُبُودِيَّةٌ للصهيونيَّةِ اليهودِيَّةِ نَفْسِها؛ وبذلك عَلِمْنا مَدْلُوْلَ قوله سبحانه وتعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} [سورة آل عمران/ 112]؛ فعلمنا بيقينٍ لا يُدَاخِلُه شكٌّ أنَّ الحبلَ من الله هو ما حَصَّلُوْه من علمٍ ماديٍّ، وقُدْرَتُهم على احتجان المال بالرِّبا المضاعَف ، والله لا يُحِبُّ الربا؛ بل حَرَّمَه؛ ولكنَّه جلَ وعلا يعاقِبُ مَن صَدَّ عن دينِ ربِّه بالعقوبة ليزداد إثماً؛ فَيَسْتَسْلِمُ للشيطان يأزُّه أزّْاً؛ فيستبيح الربا والإفساد في الأرض بالأمور التي أسْلَفْتُها؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [سورة الروم/ 41].. وعلمنا أيضاً بيقينِ لا يُداخِلُه شكٌّ: أنَّ الحبلَ مِن الناس هو إجماعُ الدول الْـمُتَنَفِّذة على حماية إسرائيل، وتدلِلِها، واعترافِها بمشروعية الظلمِ والإفساد الذي تُمارِسُه إسرائيلُ نَفْسُها، وتمارِسُه الدُّول الْـمُتَنَفِّذة الظالمةُ امتداداً لِـما تفعله إسرائيل؛ فأمّْا الوثَنيُّون من هؤلاء كوثَنِيِيّْيْ (بورما) فليسوا على هدايةِ دينٍ رَبَّانِيٍّ ؛ فلا عجب في استباحتهم الظلم، وأما كَفَرَة الباطِنِيَّةِ كمجوسِ إيرانَ وحزبِ الشيطان في لبنان؛ فهم موعودون مِن إسرائيل بأنهم جند عيسى بن مريم (عليهما صلاة الله وسلامه وبركاته) آخِرَ الزمان؛ وما هم سوى جُنْدِ المسيخِ - بالخاء الْـمُعْجَمَةِ - الدجال لعنه الله ولعنهم، والخبرُ عن ذلك موجودٌ في النصوص الصحيحة مِن ديننا الْـمُطَهَّرِ، وأما أهلُ الكتابِ من النصارَى ذوي الْـمَرْحَمَةِ فقد نَسُوْا كلَّ ما نالهم مِن عداءِ يهودَ لهم من ظُلْمٍ باطش، ونسوا ما هم فيه مِن مَرْحَمَةٍ كريمة؛ وقد أخبر عنها دينُنا بقوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} [سورة المائدة/ 82]، وقد أسْلَفْتُ في بحوثٍ لي مطوَّلَةٍ بهذه الجريدة منذ أعوام عن الكيد الصهيوني، وأشْنَعُها (محاكِمُ التفتيش) سابقاً، والتَّغافُلِ الْـمُتَعَمَّدُ من غير غفلةٍ عن أَقْصَى ظْلْمٍ عالمي في حصار (مَضايا) التي يموت أهلها جوعاً، وهكذا الشَّأْنُ في استئصالِ اليهودِ المواطنين في فلسطين يومِيّْاً، ومن ذلك إحراقُ الرجال والنساء والأطفال كما ورِث ذلك عنهم تلاميذُهم الدواعش ،وذكرت الخبرَ الصحيح في صحيح البخاري أنَّ عمرو بن العاص رضي الله عنه لَـمّْا تُلِيَتْ عليه الآيةُ الكريمةُ شَهِدَ للنصارى بالْـمَرْحَمَةِ ورِقَّةِ القلوبِ والحِلْمِ، وأنهم أسْرَعُ الناس فيئةً بعد مصيبة، وأنهم غَيْرُ مُـسْتَكْبِرين، وأنهم أَمْنَعُهُمْ مِن ظُلْمِ الْـمُلُوك.. وعمروٌ رضي الله عنه خَبَـرَهم عن كثب؛ إذْ كان أميرَهم في مِصْرَ سنينَ كثيرةً.. ونصارَى مِصْرَ من الأقباط أخْوَالِ إبراهيم (مِن مارِيَّة القبطية رضي الله عنها) بنِ محمدٍّ بن عبدالله الهاشِميِّ القرشي عليهما صلوات الله وسلامُه وبركاتُهُ ، ولهم خصوصُ معامَلَة، وقد أوصى بهم رسولُ الله خيراً، وبارَك لِـمِصْرَ وأهلِها منذوسى وهارون وإسحاق ويعقوب ويوسف عليهم صلواتُ الله وسلامُه وبركاته.. وَلِشِدَّة عداوةِ يهودَ للنصارى ، وخوفهم من مصارَحَتِهم بالْـعِداءِ بخلافِ مصارَحَتِهم الْـمُسلمين: قتلوا خمسة عشر قِبْطِيّْاً لغير سببٍ إلا العِداء ذبحاً بالسكاكين يَسُنُّوْنها على مسمعٍ منهم.. فإن كان حصل للأقباط شيئٌ مِن قسوةِ القلوب: فذلك تَرْبِيَةٌ يهودِيَّة، وقد حَذَّرهم الله منهم بقوله سبحانه وتعالى آمراً عبده ورسولَه محمداً: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [ سورة المائدة/ 77] وقال سبحانه وتعالى: {تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [سورةالمائدة/ 80- 81].. ثم أثنى الله على النصارى بالآية الكريمة التي مَرَّتْ آنفاً عن رِقَّةِ قلوبهم، ثم قال سبحانه وتعالى عن قولِـهم مُثْنِياً عليهم: {وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [سورة المائدة/ 84 - 86].
قال أبو عبدالرحمن: إنني لأعْجَبُ أَشَدَّ العجبِ من غَفلَتِنا عن تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحةِ، ورُكُوْنِنا إلى عباراتٍ يُـخادِعنا بها الأغيارُ كتعبيرِنا عن اغتصابِ حافظٍ وخليفتِه بشَّار السلطةَ بالحديد والنار؛ فنحن نعبِّر عنه كما يريده الأغيارُ: بأنه الجيش النظاميُّ؛ وما هو والله قسماً براً بجيشٍ نظاميٍّ؛ فليس هو على دينٍ ربانيِّ يدعو الناس بالتي هي أحسن إلى امْتثالِ شرعِ الله، وليس هو بِعُرْفِ الأنظمةِ الوضعيَّةِ بمفهوم الديمقراطيةِ عن انتخابٍ تُمثِّلهُ الأكثرية مع تفاقُمِ عَمَلِيَّةِ شراءِ الأصواتِ التي لا تسلم منها أيُّ دولةٍ تَدَّعِي الديمقراطية؛ وإنما هو تلاعُبٌ بدستورِهم الوضعيِّ بتبديل مادةٍ منه؛ ليكون بشَّارٌ وارِثَ الْـحُكْمِ الجبري الظالم الذي أعْدَمَ مئات الألُوف، وهجَّر ملايين المواطنين؛ فمات أكثرهم غَرقَاً، وتعطَّلَتْ قوى أكثرهم: إما بالجنون، وإما بالأمراض النفسية، وإما بفقد الْقُدُراتِ الْـجَسَدِيَّةِ كالشَّلَل.. وعلى الرُّغْمِ مِن كلِّ هذه المصائب يصف الأغيار هذا الحكمَ المجرِمَ بالجيش النظامي، ويراوِغونَ أكثر مِن مُراوَغَةِ الحكمِ الظالمِ نفسِه إلى الحلِّ السِّلْمِيِّ بالتفاوضِ مع حكمِ بشار، والخنوعِ له، وتقبيلِ جبينه الْـقَذِر؟!.. إنَّ الجيشَ النِّظاميَّ هو جيشُ المعارضَة ــ باسْتثناء مَن اخْتَرَقَ صفوفهم مِن أمثال الدواعش والنُّصْرة -؛ لأنهم يَدْعون إلى حُكْمٍ بالانتخاب وإنْ كان ذلك على وَفْقِ الانتخاباتِ الديمقراطية على عِلاتِها؛ فبعض الشَّرِّ أهْوَنُ من بعضٍ، وبالدعوة إلى الله، وحُرِّيَةِ التعبير -؛ وذلك هو مُهِمَّةُ أهلِ الكتابِ لو صَدَقوا مع دينهم، وهو مُهِمَّةُ الْـمُسْلِمين -: تكونُ الطُّمأْنِيْنَةُ والرِّضا بدولةٍ مسلمةٍ للَّـهِ أمرها، مُؤْمنةٍ به.. ومِن العجب أن نصف مجوسَ العربِ في لبنان بحزب الله، وَنُسَمِّي طاغِيتَهم (نصرَ اللهِ)، وما هم والله بذلك الوصف، ولا بتلك التَّسْمِيَةِ؛ هم (حزبُ الشيطان)، وهو (نَصْرُ الشيطان)؛ لأنهم لا يصدرون عن دين الله، فالدين عندهم لَمْ يَكْمُلْ ولَـمْ تَقُمْ حُجَّتَهُ بعدُ حتى يخرجَ الطِّفْلُ من السِّردابِ ومعه مصحف فاطمة رضي الله عنها ولعنهم.. والقرآن عندهم ليس هو حُجَّةً، بل هو من وضع الصحابةِ.. يفعلون ذلك بتحريفِ الكَلِمِ من بعد مواضعه، ويفعلونه بتكفيرهم الصحابةِ، واستباحَةِ الإفساد في الأرض، وتسويق البايا، واستحلالِ إهلاك البشرِ بالمخدراتِ والخمور، واستباحةِ ثَمَنِها.. ومن إفسادِهم وَظُلْمِهِم الراهنِ الحصارُ الشنيعُ لِـ(مَضايا)، وما يفعلونه مع البربر في الأقطار الْـمَغْرِبية، وأفعالُهم الشنيعة باليمن، ودولتنا السعوديةُ وَفَّقها الله لهم بالمرصاد.. ومن العجائب أَنَّنا نعبِّر عن (بشَّارِ) بـ (بشار الأسد)؛ وما هو كذلك ؛ فتلك تسميةٌ من كيسِ (فرنسا) في عهد جَدِّهم (سليمان) تغييراً للاسم الحقيقيِّ (آلُ الْـجَحَشِ)؛ وإلى لقاء قريب إنْ شاء الله تعالى، والله المستعان.