أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: هذه قواعِدُ موجزةٌ في تفسيرِ كلامِ الله سبحانه وتعالى كما هو الْمُتَّبَعُ في تفسير كلام العرب الذين نزلَ كلامُ الله الكريم بلسانهم؛ وهذه الْقَواعِدُ مِن أجل تحصيلِ اليقين فيما انتهيتُ إليه في حلقاتِ النَّفْيِ يقيناً لدعوى كفرةِ اليهودِ في زعمهم
أنهم قتلوا عيسى بن مريم عليهما صلواتُ الله وسلامه وبركاته.. وسأختم تلك الحلقات بالحلقة الخامسة (وهي الأخيرةُ) في الأسبوع القادمِ إن شاء الله تعالى؛ لِنسْتَمْتِعَ بعد ذلك بمشيئة الله بسَبْحٍ مع (العقل الجمالي)، والله المستعان.
* القاعِدةُ الأولى: هل لِلْمَخْلُوْقِيْنَ عِبادٌ؟.
قال ربُّنا سبحانه وتعالى: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ} (32) سورة النور.
قال أبو عبدالرحمن: مادَّةُ (عَبْدٌ) بالعين الْمُهْمَلَةِ والباءِ ذاتِ الواحِدة مِن تحتٍ، والدال المهملة: خَصِيْبَةُ الفروعِ جِدّْاً بَلَغَتْ إحْدَى عَشْرَةَ ورقةٍ إلا سبعةَ أسْطَرٍ.. أيْ ثِنْتَيْنِ وعشرينَ صَفْحَةٍ؛ وكلُّ صفحةٍ عمودانِ طويلان.. انظر (تاجُ الْعَرُوْسِ) لِلزَّبِيْدِي 8/ 326 - 348 ط م حكومةِ الكويت - طبعتهم الثانية.. ولمْ يَقِفْ اللغويونَ عِند معنى (عبادِكم) سِوَى ما ذكره أبو الْمُظَفَّر الليثُ مِن حَفَدَةِ نصر بن سيار في كتاب (العينَ) الْمَنْسُوْبُ إلى الخليل بن أحمدَ رضي الله عنهم جميعاً؛ وليس هو للخليلِ؛ وإنما فيه عِباراتٌ نَقَلَها الليثُ عن شيخه الخليل؛ وأحَسْنُ ما قرأْتُه قولُه في كتابِه (العينُ): ((العبدُ الإنسانُ حُرّْاً أو رقيقاً.. هو عبدُ الله؛ ويُجْمَعُ على عِباد وعبدين [ولم يضْبطْ نُطْقها].. والعبدُ المملوكُ، وجمعُه عبيدٌ وثلاثةُ أَعْبُدٍ؛ وهم العبادُ أيضاً.. إنَّ العامَّة اجتمعوا على تَفْرِقةِ ما يبن عبادِ الله والعبيدِ الْمَمْلُوْكِينَ.. وَعَبْدٌ بَيَّنُ الْعُبُودَة، وَأَقَرَّ بالْعُبُوْدِيَّةِ، ولمْ أسْمُعْهُمْ يَشْتَقُّوْنَ منه فِعْلاً؛ ولَوْ اِشْتُقَّ لَقِيْلَ: عَبُدَ [ضُبط بالشكلِ؛ وهو الضَّبطُ القلمي، ولم يُضْبَطُ تنصيصاً].. أي صار عَبْداً؛ ولكنْ أُمِيْتَ مِنْه الفِعْلُ)).. (الْعَيْنُ) 2-48 وزارة الثقافة والإعلام ببغداد - دار الرشيد للطبع - طبعتهم الأولى.. وقال الأزهريُّ رحمه الله تعالى مُضِيْفاً وَمُخْتَصِراً: ((العبدُ الْمَمْلوْكُ وجماعَتُهم الْعَبِيْدُ؛ وهم الْعِبادُ أيضاً.. إلا أنَّ العامَّةَ اِجْتَمَعُوْا على تَفْرِقَةِ ما بين عبادِ الله؛ وهؤلاءِ عبيدٌ مَمَالِيْكٌ.. [أيْ والتفرقةِ بين العبيد المماليك].. قال: (ولا يقال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادَةً إلا لمن يَعْبُدُ الله، ومن عَبَدَ من دونه إلهاً فهو من الخاسرين).. وقال: (قال[أي الليثُ]: وأما عَبْدٌ خَدَمَ مولاه فلا يقال: عَبَدَه.. قال الليث: (ومن قرأ: (وعَبُدَ الطاغوتُ) فمعناه صار الطاغوت يُعْبَدُ، كما يقال: فَقُهَ الرجل وظَرُف).. [قال أبو عبدالرحمن: بل بينهما فَرْقٌ؛ فـ(عَبُدَ) بمعنى صار معبوداً لغيرِه، و(فَقُهَ بمعنى صار فقيهاً في نفسِه].. ثم قال: ((قلت: غَلِط الليث في القراءة والتفسير.. ما قرأ أحد من قُرَّاء الأمصار وغيرهم (وَعَبُدَ الطاغوتُ) برفع الطاغوت؛ إنما قرأ حمزة: (وعَبُدَ اطاغوت) وهي مهجورة أيضاً..[قال أبو عبدالرحمن:] [هي قراءةٌ واحدة، فالصحيح (إنما قرأها حمزة؛ وهي قراءة مَهْجُورة)]..(قال الليث: ويقال للمشركين: هم عَبَدة الطاغوت، ويقال للمسلمين: عِبَاد الله يَعْبُدُون الله).. وذكر الليث أيضاً قراءة أخرى ما قرأ بها أحد؛ وهي (وعابدو الطاغوت) جماعة؛ وكان رحمه الله قليلَ المعرفة بالقراآت؛ وكان نَوْله [الكلمة قَلِقَةٌ غَيرُ مفهومة في هذا السياق؛ فلعلَّه أراد (خليقٌ به) ألّْا يحكي القراآت الشاذة؛ وهو لايحفظها].. القارئُ قرأ بها.. [الأفصح: إنما قارِىءٌ قرأ بها؛]، وهذا دليل على أن إضافته كتابَه إلى الخليل بن أحمد غيرُ صحيح؛ لأنَّ الخليل كان أعقلَ وأورع من أنْ يسمِّي مثل هذه الحروف قراآت في القرآن، ولا تكون محفوظة لقارىءٍ مشهور من قُرَّاء الأمصار؛ ودليلٌ على أنَّ الليث كان مُغَفَّلاً، ونسأل الله التوفيق للصواب ..وانظر طبعةَ الدارِ الْمَصْرِيَّةِ للتأليف والترجمة - مطابعَ سِجِلِّ العرب 2-235.
قال أبو عبدالرحمن: لم يتعرَّض ابن فارس في مقاييس اللغة للآية مُطْلَقاً؛ وإنما نقل عن الخليل (؛ وإنما هو عن تلميذه الليث) معنى عباد الله والعبادِ المماليك؛ وهكذا الراغب في كتابه (الْمُفْرداتُ) لم يتعرَّض لِمَعْنَى العبادِ في الآية الكريمة.. والْمُحَقَّقُ عندي أنَّ (عبادِ) في قوله تعالى: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ} (32) سورة النور، أي ممالِيْكِكُمْ بالحكم الشرعي: مُتَفَرِّعةٌ عن (عبد)؛ وَوَجْهُ التَّفَرُّعِ؛ وهو الاشتقاق: أنَّ العبدَ المملوك مُسَخَّرٌ لطاعةِ مالِكِهِ وَخِدْمَتِه.. والْعَبْدُ لِلْمَخْلُوقِ يوصف بأنه (مَمْلُوْكٌ) لا بمقتَضَى اللغة؛ ولكن بمقتضَى العادة من خِدْمةِ الْمَمْلُوْكِ سَيِّدَه، وبمُقْتَضى الْحُكْمِ الشرعِيِّ في الأديان، وبمقتضَى الحكمِ الوضعي عند بعضِ الأمم.. ولا يجوز في دين الله أن تقولَ لِمَمْلُوْكِكَ: (عَبْدِي)؛ فالعبودِيَّةُ الْمُطلقَةُ لله وحد؛ إذنْ الطاعةُ هي الْوَجْهُ المُشْتَرَكُ بين طاعةِ الله الْمُطْلَقَةِ وطاعةِ المملوكِ الْمُقَيَّدَةِ بالخدمة.. والْفِعْلُ الْمُماتُ؛ وهو (عَبُدَ) بِمَعْنَى صار معبوداً صحيحٌ في اشتقاق اللغة إلَّا أنَّ الْمُراد ههنا: (صار عَبْداً)؛ وذلك صَحِيْحُ الاشتقاقِ لُغَةً أيضاً؛ ولكنْ ليس كُلُّ ما صَحَّ لُغَةً يكون صحيحاً شرعاً إلا بإسنادٍ إلى رسول الله مِن مُقْرِئِيْ الصحابة رضي الله عنهم؛ وإذن فَعَبُدَ الطاغوتُ ليستْ قراءةً شرعية.. وأما (عِبادٌ) فهي أَبْلَغُ من (عبيدٍ)؛ لِدَلالَتِها على الكثرة؛ وبيانُ ذلك أنْ تقولَ مثلاً: (هؤلاء عبيدُ أي مماليك مُحمَّدٍ من بني تميم، وهؤلاء عبيدُ إبراهيم مِن جُهَيْنَةَ، وهؤلاء عبيدُ عبدِالله مِن شمَّرَ؛ فهؤلاء هم (عِبادُ القومِ)؛ وذلك يُسَمَّى في عِلْمِ، التصريفِ (جَمْعُ الجمْع).
قال أبو عبدالرحمن: ليس الْمُرادُ بالعامَّةِ هنا العَوَامَّ ذوي اللهجةِ الْمَلْحُوْنَةِ؛ وإنما الْمُرادُ بالعامَّةِ جمهورُ العلماء مِن الْمقْرِئين.
* * *
** القاعدة الثانية: جوابُ الْمُبْتَدَإ الذي لَمْ يُذْكْر خبره: قال ربنا سبحانه وتعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (45) سورة يس؛ فالابتداء بكلمة {اتَّقُوا}، ولم يأت الخبرُ؛ فَتَعَيَّن الجواب حتماً بالنَّفي.. أي (لم يَتَّقوا)؛ فتأخُذُ الخَبَرَ مِنْ نفيْ ما أُمِرُوا بفعله كما تعَيَّنَ نفيُ دعوى اليهود أنهم قتلوا عيسى عليه السلام مِن دلالةِ (ما) في قوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ} (157) سورة النساء؛ فهي نافِيَةٌ؛ فكان الجوابُ ضرورةً: نفياً يقيناً.. وبعكس ذلك قولُه تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (47) سورة يس؛ فهذا خَبَرٌ لا بُدَّ أن يكونَ منصوصاً عليه؛ لأنَّ الْمُتَلَقِّي لا يعلم ماذا قالوا، وكلُّ عربيٍّ سليقيِّ اللغة لَنْ يعلم ما قالوا إلا بخبرٍ منصوصٍ عليه في السياقُ؛ وهذا الجواب هو نَفْسُهُ مذهبُ الماركِسِيّْيِيْنَ: (البقاءُ للأصلح).. ولو لم يأتِ الجواب؛ فلم يَرِدْ إلا قولُه تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ} (47) سورة يس، فقط: لَتَعَيَّنَ أنْ يكون الخبرُ؛ الذي هو الجواب: لَمْ يُنْفِقوا.. والسِّرُّ في حَذفِ المعروفِ مِن السياقِ ضرورةً: أنَّ بناءَ لُغَةِ العرب على الإيجاز، كما أنَّ بناءها في بعض الْمَواضِعِ على الإطْنابِ، والإسهابِ؛ مِن أجْلِ التأكيدِ وزيادَةِ التفهيم والإيضاح.. ويكونُ الإيجازُ في الغالب اختصاراً ما دام المرادُ مفهوماً بالضرورةِ من السياق كمواضِعَ كثيرةٍ في سورة يوسف، وفي قِصَص الأنبياء والمرسلين عليهم صلواتُ الله وسلامُه وبركاته.. مِن ذلك ما قَصَّهُ الله سبحانه وتعالى بقوله: {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ، يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ} (45 - 46) سورة يوسف.
قال أبو عبدالرحمن: بَيْنَ {فَأَرْسِلُونِ} و{يُوسُفُ} عباراتٌ كثيرةٌ حُذِفَتْ اختصاراً؛ هي: أرسلوني إلى يوسفَ؛ فأرسلوه، فذهب إليه، ولما لَقِيَه سلَّمَ عليه، وبعد السلام والمؤانَسَة أخبر يوسفَ عليه السلام أنَّ الشيطانَ أنساه ذِكْرَه يوسف عند عزيز مصر؛ فلما ذكر العزيز رؤياه، وعَجِز القوم عن تفسيرها قُلْتُ (وأنا المرسلُ إليك يا يوسف): (أرْسِلُوني إلى يوسف)؛ لأنني تذكَّرتُ ما أُنْسِيْتُهُ من أنَّ الله مَنَّ عليك بتعبير الأحلام)، ثم قَصَّ عليه رؤيا المَلِك عزِيزِ مصر؛ وفي النهاية قال ليوسف عليه السلام: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا}.. وأما حذْفُ (أَهْلِ) من قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} (82) سورة يوسف: فذلك إيجازٌ وإعجازٌ في آنٍ واحد؛ وبيانُ ذلك باستراحةٍ مُوْجَزَةٍ في إحدى السبتيات القادمة إن شاء الله تعالى.. وهذا الاختصار والإيجازُ أيضاً موجودٌ في لهجةِ العامَّةِ؛ ومِمَّأ وَعَيْتُهُ في الصِّغَر: أنَّ الخاطِبَ يذهب بابنهِ لأبي البنت، وبعد السلام والْمُؤانسَةِ يقول: هذا ابنكم محمد يريد البنتَ لُوْلْوَةْ على كتابِ الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإن كانْكُمْ على ما فالْ فْحِنّْا على ما فالْ).. أي إن كنتم تفرحون بِمُناسَبَتِنا (أي مُصَاهَرَتِنا)، وترغبون في ذلك: فنحن مِثْلُكُمْ في الْحُبِّ والرغبة.. فإن كان أبو البنت لا يَرْغَبُ في الخاطِب: إمَّا لِشُحٍّ، وإمَّا لِفَقْرٍ، وإما أنه لا يُؤْبَه لأسرته، وإمَّا لدمامةٍ فيه أو عاهةٍ ما، وإمَّا لِغباءِ.. مع جمالٍ صارخٍ في البنت، وذكاء، وبُعْدِ صيتِ أُسْرَتِها: قال الخاطب: (لا واللهْ اِلا نَبي [نَبْغيْ] قِرْبَكِمْ، وْنِحِبّْ [أيْ نُقَبِّلْ] أيْدِيْنا مَقْلُوْبَةْ [كنايَةً عن شِدَّة الفرح]، ولكن الشكْوى لَلّْهْ البنتْ مْخَطُوْبَةْ، وْفَاتْ مِنّْا كَلْمَهْ [أيْ أوْجَبَ النكاحَ].. فيقول الخاطِبُ الْمِسْكِين: (لا والّْلَهْ.. كَلْمَةْ الرَّجَّالْ عْقالِهْ) [أيْ يَلْزَمُه ما أمضاه بلسانِه].. ثم يدعو له وللبنت وللخاطِب الأوَّل بالتوفيق والذرية الصالحة.. وأبو البنت يدعو له بأن يوفِّقه الله إلى خيرٍ من بنته.. وإن رَغِبَ أبو البنت تزويج الخاطب قال: (لا والَّلَهْ الِّليْ نَفْرَحْ بِقرْبْكُمْ.. الله يحيِّيْكْ أَنْتْ والْوَلَدْ.. الْولَدْ وَلَدْنا)، ثم يُخْبِرُهُ بكلِ مِيْزَة أو عيب في بنته.. وعادة الحضر أنَّهم لا يُشَدِّدون في مبلغ المهر؛ فَالْأَثْرَى يحمل الْعِبْءَ الأكثر، والمجتمع يُساعد حسب القدرة؛ وإنما الْمُغَالاةُ عند الباديةِ هداهم الله، ثم صارت الحاضرةُ اليوم أشَدَّ.. وَبَقِيَتْ قواعدُ كثيرة أثيرةٌ مليحة؛ وإنما ذكرتُ نَموذجاً لا غيرَ، ولَعَلِّي أَتَخَوَّلكم بشيىءٍ منها في بعض الاستراحات القادمة.. مع اِسْتيعابِي إياها إنْ شاء الله تعالى في الإذاعة ضِمْن تفسير التفاسير، وإلى لقاء قريب إنْ شاء الله تعالى، والله المستعان.