فهد بن جليد
حتماً قلوبكم تعتصر ألماً وحسرة، مثلما أشعر وأنا أتابع تلك الصور المؤسفة، والمُبكية، التي ترد تباعاً من بلدة (مضايا السورية) التي تُحاصرها قوى الشر من نظام بشار، ومليشيا ما يسمى بـ (حزب الله)، كيف لا؟ والأطفال والكبار هناك يتضوّرون جوعاً حتى (الموت البطيء)، وهو المشهد الذي لا يمكن تخيله في عام 2016م!. القضية تتفاقم يوماً بعد آخر، مع تأخر منظمات الإغاثة، والصمت العالمي المُطبق تجاه جريمة شنعاء - غير مسبوقة - ضد الإنسانية، أصبحت وصمة عار في جبين العالم المُتحضر، لتكتب معها (شهادة وفاة الإنسانية)، فرغم أنه لا يمكن أن تتجرأ عبقرية مُخرج على تخيلها في فلم سينمائي فاشي، أو أن تلتقطها عدسة مصور سينمائي لرسم مشهد مؤثر، باتت هذه القصة وبكل خجل حقيقة، وواقعاً (عربياً) يمارسه من يدعون الإسلام، ويتسمون بأسماء الله!
نسأل الله أن يلطف بالأطفال والنساء والشيوخ والمُستضعفين، ويفرج عن من بقي منهم على قيد الحياة، وينتقم ممن ظلمهم وبغى عليهم، وهذه المشاهد والصور التي امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعي، لمن يأكلون القطط والكلاب بسبب الحصار الجائر، وممن يلفظون أنفاسهم من الجوع والبرد، يجب أن تُشكل عبرة وعظة لنا جميعاً، لاستذكار نعمة الله التي أنعم بها علينا في بلادنا من (أمن وأمان وطمأنينة ورزق)، وهي صورة حيّة وعملية لتربية الأبناء ممن يعيشون في نعيم ورغد على كيفية (شكر النعمة) والحفاظ عليها، خصوصاً وأننا نرى مشاهد مؤذية ومؤسفة لألوان التبذير والتفاخر و(الهياط غير المسؤول) في المأكل والمشرب والملبس عند بعض أفراد مجتمعنا، والذي وصل إلى حدود غير مقبولة ومُخيفة؟!.
دور الآباء، والخطباء، والمؤثرين من الإعلاميين والمُفكرين، يجب أن يقود إلى الشعور بمأساة إخواننا أولاً، والدعاء لهم ثانياً، ومحاولة دعم جهود المملكة ثالثاً في نصرتهم والتبرع لهم، مع ضرورة التذكير بأهمية الاصطفاف خلف قادتنا وعلمائنا من أجل الحفاظ على تماسك بلادنا، في وجه الأعداء والمتربصين، وعدم إغفال (شكر النعمة) التي نعيشها، والحفاظ عليها!.
رغم أنها صورة مأساوية ومؤلمة ومُحزنة، إلا أنه يمكن أن تكون فيها (عظة وعبرة) لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!.
وعلى دروب الخير نلتقي.