فهد بن جليد
في بريطانيا يُنظر إلى تسوس أسنان الأطفال بأنه (عار وطني)، على الأقل هذا ما قاله نحو (400 طبيب أسنان) في خطاب للأمة، نشرته (ديلي تلغراف) مؤخراً!.
خدمة رعاية الأسنان وصفت بأنها (غير صالحة) وتشبه خدمة رعاية الأسنان في دول العالم الثالث، نتيجة تسوس أسنان (نصف الأطفال) في سن الثامنة، بينما يُشير مسح سنوي إلى أن 45% من الفتيان في سن الثالثة عشر يعانون من تسوس الأسنان أيضاً!.
القضية المُثيرة للجدل في أحد أعرق المجتمعات الأوربية، تم تسليط الضوء عليها بعد دخول جمعيات خيرية على خط الرعاية، وتحمل نفقات مُعالجة أسنان الأطفال غير القادرين، وهنا مربط الفرس، والدور المفقود في مجتمعاتنا العربية؟!.
على ذّمة بوابة وزارة الصحة السعودية فإن نسبة الأطفال الذين يُعانون من تسوس الأسنان عند سن السادسة في مجتمعنا يبلغ (96%)!! كما أن النسبة تنخفض قليلاً إلى نحو (93.7%) بين الأطفال عند سن الثانية عشرة، بالطبع إهمال صحة الفم (كارثة صحية) نعاني منها، ولا يُمكن إخفاؤها، لأنها تتضح بمجرد أن يبتسم معظمنا، ولكن السؤال المطروح هل عيادات الأسنان في مستشفيات وزارة الصحة قادرة على تقديم الرعاية لجميع المرضى مجاناً، واستيعاب أعدادهم؟!.
الإجابة بالطبع لا، والدليل هو انتشار مراكز رعاية الأسنان في الشوارع والحواري أكثر من المخابز والبقالات، نتيجة المواعيد الماراثونية لمرضى الأسنان، مما جعلهم فريسة لاستغلال مراكز العلاج الخاصة، التي تتفنن في قضايا خلع الضرس، وسحب العصب، فضلاً عن تجميل الأسنان!!.
السؤال الآخر هل وزارة الصحة مسؤولة عن علاج (أسنان المواطنين) مجاناً؟! .
أعتقد أن الإجابة بديهية حتى لو قصرت الوزارة في هذا الدور، وتجاهلت حتى دفع فاتورة علاج المواطن في هذه المراكز، وقصرت أيضاً في حماية المريض الذي يريد أن يُعالج على حسابه الخاص من جشع، وتخبط بعض مُدّعي علم (طب الأسنان) من (السباكين) في شوارعنا!.
أعجبني في القصة البريطانية أعلاه، مُساهمة ومُبادرة مُنظمات خيرية عالمية مثل (دينت إيد) في علاج غير القادرين، وتحمل نفقات علاج أسنانهم في بريطانيا، وهذا الدور (الخيري والإنساني) برأيي أننا نحن وأطباؤنا وجمعياتنا الخيرية أحق وأولى منهم به!.
ما أجمل أن تعلن جمعية خيرية سعودية أن من ضمن برامجها لعام 2016م، علاج أسنان (غير القادرين) على تحمل تكاليف أطباء الأسنان، كمشروع وطني وخيري وإنساني، يسد عجز وزارة الصحة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.