فهد بن جليد
برأيي أن أكثر صورة أزعجت الغرب من السياح الخليجيين في الصيف، هي قضية (سرقة البط) من المُستنقعات المائية في المُنتزهات، ونحرها وطبخها، وتصويرها على طريقة (المقانيص)!.
ربعنا يعتقدون أن كل طير في الهواء الطلق، هو مشروع (غنيمة) يُؤكل لحمها تبعاً لثقافة (المقناص) العربية الأصيلة، خصوصاً إذا رافق ذلك شيءٌ من الهياط، والرقص على الشيلات، ومضايقة الأطفال للقطط والكلاب ومُطاردتها في الشوارع العامة والأزقة، بالإضافة لتصرفات أخرى مثل الطبخ والنفخ في غرف الفنادق، والمكاسرة في الأسعار، والاستعراض بالسيارات الفارهة... إلخ من التصرفات التي ليست حكراً على السعوديين إذا أردنا الإنصاف، بل هي نتاج ثقافة خليجية عامة!.
مجلس الشورى من المُنتظر أن يُناقش في جلسته يوم (غدٍ الاثنين) تقريراً للجنة الشؤون الخارجية، يتوقع أن يحوي مُطالبة وزارة الخارجية بالتنسيق مع جهات أخرى لوضع برامج توعوية وإعلامية وتربوية للحد من تصرفات بعض السياح السعوديين المسيئة إلى سمعة المملكة في الخارج!.
أعتقد أنه أمر جيد للغاية، أن يُناقش المجلس مثل هذه القضايا في فصل الشتاء، بعيداً عن ضغط الإعلام وتناقل التصرفات الخاطئة للبعض عبر شبكات التواصل، وقبل وقت كافٍ من حلول إجازة الصيف التي يكثر فيها السياح السعوديون حول العالم؟!.
ربما نجحنا في جعل السائح الخليجي والسعودي تحديداً مُنسجماً مع الثقافة الأوربية، ومُلتزماً بالقوانين، ليعكس صورة إيجابية إلى حد ما، مُشابهة لتلك الصورة التي يلتزم فيها قائد المركبة السعودي للأنظمة المرورية في بلدان أخرى، ولكن بكل تأكيد السبب الرئيس لهذه التصرفات المُسيئة، هو غياب القوانين والتشريعات، وضعف تطبيق بعضها في بلداننا، وهو ما انعكس - بشكل طبيعي - على تصرفات هؤلاء في الخارج!.
بمعنى لماذا لا يُطالب مجلس الشورى بسنّ تشريعات وقوانين داخلية؟ تجعل السلوكيات التي يريدها وينتظرها من (السائح السعودي في الخارج) هي واقع لحياته اليومية في بلاده؟!.
لماذا نُعزز صورتين مُختلفتين للسعودي واحدة داخل بلده؟ وصورة أخرى (مثالية) خارج المملكة؟!.
بكل تأكيد نحن نحتاج حلولاً عاجلة وتوعوية للحد من السلوكيات الخاطئة لسياحنا في الخارج، ولكن الأهم برأيي أن ننجح في بناء جيل واعٍ، تصرفاته في كل مكان هي انعكاس حقيقي لثقافته وتربيته وأخلاقه، بعيداً عن فكرة خلك عاقل في (بيت الجيران)، وإلا بيتنا (ستر وغطاء)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.