فهد بن جليد
لم يسبق لي أن سألت أحداً من معارفي أو أقاربي، هل تصلهم رسائل على البريد الإلكتروني مثل تلك التي تصلني بشكل (شبه يومي) أم لا؟!
خالجني الشك - والعياذ بالله - بأنني مليونير، وأملك شركات بإمكانها تحويل أو استقبال 5 ملايين دولار كما تطلب مني (سيّدة غبية) تدّعي بأنها (أرملة رجل أعمال)، وهي في حاجة لمساعدتي لأنها تبحث عن شخص تثق فيه ليستقبل وديعة أو حوالة بهذا المبلغ، وتريد فقط رقم حسابي البنكي وبعض المعلومات الشخصية ووسيلة اتصال لترتيب المسألة، مقابل منحي نسبة للقيام بهذه العملية النبيلة!
أعلمُ جيداً أن هذه عمليات نصب واحتيال قد تنطوي على بعض السُذّج، رغم التحذيرات الحكومية من التعامل أو التعاطي مع مثل هذه الرسائل الإلكترونية أو حتى الرسائل والاتصالات الهاتفية، ولكن تطور أساليب هؤلاء أمر مُستفز ومُضحك في ذات الوقت، واستمرارهم يؤكَّد أن هناك من يقع فريسة لمكائدهم!
تارة يأتوك بلباس الدين، فتجد الرسالة مُعنونة بـ (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) والخطاب فيها يبدأ بأخي الكريم.. وينتهي ببارك الله فيك، وتارة تجده خطاباً يتلبس بلباس الإغراء والإغواء على طريقة (أنا أرملة أو فتاة) لعل الشيطان يحرك مشاعرك.. إلخ، وتارة يُلامسون الحاجة والضيق عند الطماعين ومَن هم في حاجة للمال، بعرض نسبة مغرية لمجرد التواصل معهم!
ولأني مُصر على موقفي، شعروا بأني عاطل عن العمل، لذا وصلتني مؤخراً رسالة مُضحكة من جمعية اسمها (أي مصاري)، تقول أنت محظوظ بوصول هذه الرسالة إليك، تم اختيارك مع أول إطلاق تجريبي (لجروب أي مصاري)، الذي يهدف لتوظيف الناس حول العالم في وظائف (رسمية أو مؤقتة) بأي مبلغ شهري، مع عليك سوى الاشتراك معنا، وإرسال بياناتك، وستصلك عروض عمل مجانية مدى الحياة، ستكون أول من يعلم بها..!
ما فهمته من هذا (الغبي الجديد) أنه حتى بعد الحصول على وظيفة فإنّ الرسائل ستصلني مجاناً مدى الحياة مما يعني أنه (قروب مُزعج) طول العمر!
الاسم أعجبني، لذا فكرت في تنظيم جمعية شهرية بين الموظفين (بأي مصاري) بشرط أن أكون أنا أول من يستلم مبلغ جمعية (أي مصاري) في أول شهر..!
أرجو ألا يعلم هؤلاء الأشرار بهذه (الفكرة)، حتى لا تأتيك رسائل للانضمام في جمعيات شهرية بين الموظفين حول العالم!
وعلى دروب الخير نلتقي.