فهد بن جليد
عندما تقسم قناة CNN الأمريكية شاشاتها إلى نصفين، لتتابع (#حريق_دبي) في نصف الشاشة، والنصف الآخر تخصصه لاحتفالات (رأس السنة)، فإنها لا شك لحظة تاريخية تدل على أهمية الحدث!.
وعندما يتربع هاشتاق #دبي على تويتر ليلة دخول العام الجديد رغم ما في هذه الدنيا من أحداث ومصائب في هذه اللحظة، فهذا أمر لافت يعكس أهمية الساحرة العربية (دبي)، فمع كثرة الحاقدين والحاسدين إلا أن دبي وجدت من ينصفها، ويشيد بتعاملها مع حريق (الداون تاون)، الذي برأيي لو اندلع في مكان آخر لوجدت المهولين والمُزايدين والمُطبلين والمُشككين.. ولكن لأنها دبي (فهي أبخص)!.
في ليلة رأس السنة كانت كُل تلفزيونات الدنيا تقريباً تتحدث عن هذا الحريق وتنقله بالصوت والصورة على الهواء مباشرة، هناك من يشيد بشفافية تعامل حكومة دبي مع الحادث الجلل، وكيف انها طبقت مقولة (دبي في عز أزمتها تصنع المعجزات)، وهناك من يترقب ويتمنى تطور الأمور وينظر للمشهد على أنه (عقوبة) بسبب الاحتفال المجاور بعيد (غير المسلمين)!.
ولكن لأنها (دبي) شاهد العالم بذهول مُعجزة فريدة تتحقق للمرة الأولى، عندما تم الاحتفال (برأس السنة) في حضرة النار، برج خليفة يرقص بالألعاب النارية، بينما النار تحت السيطرة تنحسر وتتراجع في الجانب الآخر، مشهد يصعب أن يتحقق في مكان آخر (غير دبي)!.
للاحترافية عنوان في دبي عندما أعلنت أنها ستقدم غُرفاً بديلة للنزلاء الذين تم إخلاؤهم من الفندق، ولكن لأنهم البشر في كل مكان سجلت بعض المقاطع صوراً لاستغلال وجشع بعض أصحاب سيارات الأجرة لتزاحم الناس، وإغلاق بعض الطرق نتيجة الاحتفال والحريق، وعدم معرفة بعض الزائرين للمكان المُخصص للسيارات في الطرف الآخر، مع إغلاق (المترو)، وفرضوا ما يشبه الرسوم الخاصة (لنقل الراغبين) وسط هذه الظروف، في مُخالفة للنظام المُتبع والصارم الذي هو سر من أسرار نجاح الإمارة الساحرة!.
الحريق اندلع في وقت حرج جداً، قبل نحو ساعتين من الاحتفال إلا أن الثقة التي خرج بها المسؤولون في شرطة دبي والدفاع المدني تؤكد إيمانهم بقدراتهم أولاً، ومعرفتهم المسبقة بملائمة تصاميم مباني دبي لاستيعاب مثل هذه الكوارث وضمان عدم انتشارها!.
وهو الدرس الذي يستحق أن يستفيد منه كل من يشتغل في التصميم والهندسة المعمارية، اللهم احفظ بلاد الحرمين الشريفين، واحفظ الإمارات والخليج، وبقية أوطان العرب والمسلمين من كل مكروه!.
وعلى دروب الخير نلتقي.