أ. د.عثمان بن صالح العامر
يتهم بعض المنظّرين الغربيين والكتاب الصحفيين المملكة العربية السعودية بتغير سياستها في عهدها الجديد إزاء ما يدور في المنطقة حولها، فبعد أن كان التريث والتبصّر والنفس الطويل والصبر والتصبر هو ديدنها في جميع مواقفها السياسية والعسكرية، صارت في هذه الأيام إلى الاندفاع والتعجل أقرب، إذ إنها اتخذت في أشهر قليلة قرارات مفصلية خطيرة دون دراسة معمقة ورؤية مستقبلية واعية على غير عادتها، خاصة في الملف اليمني، وقطع علاقتها مع إيران!!، وما علم هؤلاء وأولئك، أو أنهم علموا ويعلمون ولكنهم نسوا أو حتى يتناسون، الظروف التي جدت، والواقع الذي تغير، والمخططات التي رسمت، والمكائد والدسائس التي دبرت بليل، والاتفاقيات والمعاهدات والصفقات والخيانات التي أبرمت والفوضى الخلاقة التي أُعلنت و...فضلاً عن أنهم تجاهلوا عن عمد كيف تعاملت المؤسسة السياسية الجديدة في الرياض مع كثير من التداعيات والتقاطعات والأحداث التي تقف خلفها وتدعمها وتوجهها طهران بصورة مباشرة أو من وراء جدر، ومن أخطرها وأكثرها تماساً مع الأمن الداخلي لوطننا المبارك المد الحوثي في اليمن، وبعض الجيوب الشيعية في دول الخليج بل وفي الداخل الموالية للصفويين والمنتمية لقم وإن عاشت بيننا وحملت بطاقة الانتماء لبلادنا المعطاء، وما أحداث حج هذا العام عنّا ببعيد.. وشاءت إرادة الله أن يكون في تنفيذ حكم الشرع بالإرهابي الضال المضل «نمر النمر» - مع مجموعة من المنتمين للفئة الضالة المرتكبين جرائم إرهابية لا تخفى - حياة أمة بأسرها، وكشف لما يخفيه عدوها، وتبيان لوجه إيران القبيح وسياسة طهران العوجاء الخاوية من كل معاني الكياسة والذكاء، الفاقدة لأبجديات الأعراف الدولية والتعاملات المثلية.
إنّ ثوب العزة الذي يشعر كل مسلم - صادق في انتمائه - أنه قاب قوسين أو أدنى من ارتدائه مجدداً هذه الأيام، بعد أن خُلع منه عنوة سنوات من عمره طويلة، أقول إن ثوب العزة هذا لم يكن ولن يكون من السهولة على أعداء الأمة من صفويين ويهود أن يرون شعوب العالم الثالث تتسربل به بلا ثمن باهظ تدفعه، ولذا فإننا شئنا أم أبينا نخوض بقيادة البطل المحنك المغوار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حرب استعادة الكرامة والعزة والتمكين العربي والإسلامي في عصر العولمة الصعب، يسانده ويقف بجانبه - أدامه الله وأعزه ونصره - ولي عهده الأمين وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز والدوحة السعودية المباركة وجنود وطننا الأشاوس الأبطال.
إن من واجبنا جميعا بلا استثناء أن:
* نستشعر نعمة وجود قيادة حكيمة حازمة وعازمة وعادلة في هذا البلاد الطاهرة المباركة أرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، تنزل في أحكامها وقراراتها وأنظمتها على ما قال الله عز وجل، وما جاء عن رسوله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وتعتز بخدمة الإسلام والمسلمين، وتولي الشعب السعودي والوافدين القاطنين والزائرين لهذه الأرض الخيرة جل اهتمامها وعظيم رعايتها، فتؤمن الطريق وتحمي الثغور وتوفر متطلبات العيش الرغيد والحياة السعيدة.
* نشكر هذه النعمة العظيمة قولاً وعملاً فنتكاتف ونتعاون على الخير، ويوصي بعضنا بعضا بذلك، ننصر قيادتنا ونؤازرها، ونبيع أرواحنا رخيصة في الدفاع عن عقيدتها وأرضها وشعبها.
* نتأمل في حال من حولنا ممن سادت بينهم العداوة والبغضاء، وفرقتهم الإحن والشحناء، فصاروا أثراً بعد عين، وحديثاً يتلى بعد أن كانوا أصحاب سطوة وسلطان، فنحمد الله على ما منّ به على شعب المملكة العربية السعودية من تراص وتلاحم، خاصة حين تدلهمّ الخطوب وتكشر الأحداث عن أنيابها، وتنكشف سوءة العدو فنصبح نحن وهو وجهاً لوجه.
* نبتعد عن الملاسنات أو التعليقات والرسومات والتغريدات التي قد تسيء لنا، وقد توظف سلباً من قبل أعدائنا المتربصين بنا الدوائر عليهم دائرة السوء، إذ إن حالنا اليوم مع إيران «الصفوية الفارسية» والطابور الخامس الذي يدور في فلكها ويسبح باسمها وقبلته قم، كالحال التي قال فيها سعد بن عبادة - رضي الله عنه - لسعد بن معاذ عندما شتم - رضي الله عنه - يهود بني قريظة، لما شتموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وشاتموه: «دع عنك مشاتمتهم فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة.»
* نحصن حصوننا ونؤمن بيوتنا وطرقنا بالاستقامة والصلاح والإصلاح والدعاء لقيادتنا ولأنفسنا وذرياتنا ولجنودنا المرابطين في الثغور الساهرين من أجل أن ننام، فالأمر كله من قبل ومن بعد عند الله، يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
حفظ الله قادتنا، وحمى بلادنا، ونصر جندنا، وأذل أعداءنا، وأدام عزّنا، ورزقنا شكر نِعَمه، وأبقى لحمتنا ووحدتنا والتفافنا حول أمرائنا وعلمائنا، ووقانا جميعاً شر من به شر، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.