جاسر عبدالعزيز الجاسر
يشرح أحد المحللين العسكريين في إقليم كردستان العراق أسباب النجاح الذي تحرزه القوات العراقية المشتركة والمتطوعون من العشائر العربية في محاولتها إعادة محافظة الأنبار إلى الحاضنة الوطنية العراقية، بعد أن اختطفها تنظيم داعش الإرهابي، وينسب ذلك إلى وحدة القرار والحس الوطني والهدف الوحيد لتحرير المحافظة وإعادتها إلى تراب الوطن. والأهم من كل ذلك أن الإنسان الذي يقاتل في هذه البقعة العزيزة على كل عراقي وعربي ببندقيته ينطلق من أهداف وأجندات عراقية، وأن القرار يصدره ضابط عراقي تنفيذاً لتوجيهات قيادة عراقية خالصة.
يسلط ذلك الخبير الاستراتيجي الضوء على ما تحقق في معركة استعادة محافظة الأنبار التي هي من كبرى محافظات العراق مساحة، التي بدأت فعلياً منذ أسبوع، وأنها على وشك أن تُنجز في أيام قليلة، ولن تستغرق شهراً واحداً حتى تعود بالكامل لأهلها؛ فالقوات العراقية وأبناء العشائر العربية لا يبعدون سوى أمتار قليلة عن المجمع الحكومي للرمادي (مركز المحافظة)، الذي يقع في وسط المدينة.
هذا الإنجاز الكبير ينسبه الخبير الاستراتيجي العراقي إلى عدم مشاركة ما يسمى بـ(الحشد الشعبي)، الذي ينفِّذ أجندات بعيدة عن المصلحة الوطنية العراقية. ولأن الأوامر تصدر له من خارج العراق فإنه لا يلتزم بما يصدر من القيادات العسكرية العراقية، بل بما يصدر إليهم من قادة الحشد ومستشاريه الذين قَدِموا من إيران، ويحركهم كبيرهم قاسم سليماني، وبعد إصابته البليغة وابتعاده عن ميدان المعارك يقوم بمهامه جنرال الحرس الثوري العراقي الجنسية الإيراني الانتماء والولاء (هادي العامري).
زمرة الحشد الشعبي وقادته ومستشاروه الإيرانيون استُبعدوا عن معركة استعادة الأنبار، وكان شرط قوات التحالف الدولي وأبناء العشائر العربية، وحتى كبار ضباط الجيش العراقي، استبعاد هذه الزمرة التي لا تعمل لمصلحة العراق الوطنية؛ لضمان نجاح القوات العسكرية العراقية المشتركة وأبناء العشائر العربية، وبغطاء جوي من قوات التحالف الدولي في مهامهم المكلفين بها، التي وُضعت لهم من قِبل قيادات عراقية خالصة، تستهدف مصلحة ووحدة العراق؛ ولذلك نجحت حتى الآن جهود استعادة محافظة الأنبار، على عكس ما حصل في معارك استعادة محافظتي صلاح الدين وديالى؛ فإضافة إلى الانتكاسات وتكبُّد خسائر كبيرة استُبدلت هيمنة تنظيم داعش بهيمنة الطائفية من عناصر (الحشد الشعبي)، الذين ينفِّذون أوامر من خارج العراق؛ ما يهدد وحدة وتماسك المجتمع العراقي، الذي يتعرض لفرز طائفي، تنفذه وحدات (الحشد الشعبي)، الذي لم يعد عراقياً خالصاً بعد تسرُّب العنصر الفارسي لصفوفه.