فهد بن جليد
دائماً ما تقع بيني وبين بعض أصدقائي من الطبقة (المخملية) حوارات، ومساجلات، ومناقشات ساخنة حول ما أنعم الله به عليهم من موفور الرزق وسعته، مع (قلة الصرف)، غالباً ما تنتهي بقولهم {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}، الله يكفينا شر عيونك..!
بالطبع لو كانت (عيني حارة) كما يتخوّفون، لتغيَّر حالهم من سنين طويلة، ولكنهم يزيدون يوماً بعد آخر (اللهم لا حسد)، عموماً أنا أتفهم مخاوفهم، وأتقبل نظرتهم هذه لنا نحن الكادحين الذين نعمل 16 ساعة في اليوم (دون كلل ولا ملل) من أجل توفير (لقمة العيش)، ندفع فواتير الكهرباء والماء والهاتف، وتعنينا زيادة (50 هللة) في كيس الخبز الذي نعود به إلى المنزل كل مساء، نحلم بشراء سيارة جديدة ونخطط لذلك سنتين أو ثلاثاً وقد نفشل، ونُمعن النظر في (أرقام عداد) مضخة البنزين، لأننا ندفع لهم نقداً.. مع بحثنا الدائم عن أي تخفيضات (موسمية أو وهمية) المهم أن نشعر بالتوفير حتى يصبح لنا برستيج.. إلخ !
وفي المقابل هم لا يتقبلون نظرتنا نحوهم بأنهم يدفعون (نسبة لدخلهم) أقل مما ندفع نحن (نسبة لدخلنا)، تبعاً للقاعدة التي أؤمن بها والتي تقول إنه كلما كنت (موظفاً عادياً) دفعت أكثر، وكلما علت رتبتك ومكانتك الوظيفية دفعت أقل، فالموظف الأعلى رتبة ربما استفاد من مميزات وظيفته عندما يتم منحه (وقوداً مجانياً) لسيارته، وربما أنه مُنح هذه (السيارة) أصلاً وفق النظام لتتناسب مع مرتبته، وقد تكون (مكالماته الهاتفية مجانية) هي الأخرى.. إلخ من المميزات الطبيعية والمستحقة لكل وظيفة - لا اعترض على ذلك طبعاً - ولكن أمّا بنعمة ربك فحدث..!
أعجب من (المشهور أو الهامور) الذي يقول إنه لا يستطيع العيش بحرية وبراحة مثلنا؟ ولا يمكنه التحكم وضبط مصروفاته كما نعتقد، لأننا ببساطة لا نعلم أن لكل وظيفة برستيجها، وكلما زادت مكانتك زاد صرفك، بما يتناسب مع هذه المكانة..! بالفعل لكل برستيجه.. وقدرته على التوفير أكثر طال عمرك؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.