فهد بن جليد
المرور سيشرع قريباً في تدشين تطبيق يمكن من خلاله للمواطن تحرير (مخالفة مرورية) لأي مركبة يرصدها تخترق النظام، حيث يتم توثيق هذه المخالفة (بالزمان والمكان)، ثم إرسالها عبر نظام آلي مخصص لتسجيل مخالفات المواطنين ليتم التأكد من ذلك، من خلال الإجراءات المرورية الخاصة التي سيتم تفعيلها لهذا الغرض، هكذا يقول الخبر الصحفي المنشور مؤخراً!
الفكرة حال تطبيقها بالفعل ستُحدث نقلة نوعية في ضبط المركبات، وستُسهم في جعل (الشرطي المجهول) حقيقة في شوارعنا، بحيث يُشارك الجميع في حماية النظام المروري من الاختراق وتطبيقه بحزم، لأن من أهم أسباب ارتكاب المخالفات المرورية، وتجاوز الأنظمة هو اعتقاد (المُخالف) بأنه في مأمن من الرصد، مع عدم وجود رجل أو دورية مرور، أما حال تطبيق النظام فإنه سيحسب ألف حساب لكل المتواجدين، خصوصاً المنتهكة حقوقهم أصلاً من قبل سائقين آخرين..!
المشاركة من هذا النوع تحمل في طياتها (ثقة كبيرة) في قدرة قائد المركبة سواءً كان (مواطناً أو مقيماً) في تحمّل مسؤوليته ليكون بالفعّل (رجل الأمن الأول)، خطوة ذكية جداً من إدارة المرور أن يتحوَّل كل قائد مركبة إلى (رجل مرور) وعين رقابية في الشارع، التي يبدو أنها استفادت من تجارب عالمية، ومحلية شبيهة مثلما حدث في (الرقابة) على المطاعم والبوفيهات، ورقابة وزارة التجارة في ضبط الأسعار والمخالفات التجارية، ولكن ثمة نقطة مهمة جداً يجب التنبه لها ليكون هذا النظام هو (الأحدث)؟!
وهو معرفة مدى صلاحية المشارك في تطبيق النظام في رصد مخالفات (سيارات المرور) و(سيارات ساهر) هي الأخرى؟ حال ارتكابها (تجاوزاً مرورياً) دون مبرر أو نتيجة سوء استخدام السلطة؟!
هذه قضية جوهرية ومفصلية في تطبيق مشاركة المواطن في مثل هذا النوع من الأنظمة الرقابية المُبتكرة، ربما أن منح سائق المركبة مثل هذا الحق، يدخل ضمن (رقابة الجودة) ورفع كفاءة العاملين في الميدان، ليكونوا خير قدوة يحتذى بها!
برأيي إذا ما أراد المرور إنجاح هذه الفكرة، وتفاعل الناس معها بجدية، فعليه أن يجعل سلوك (مركباته وقائديها) أول المستهدفين من (عين الرقابة الجديدة)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.