فهد بن جليد
في السجن رجال ونساء يدفعون ثمن (صداقتهم الخاطئة)، بمعنى أنهم يُسددون عقوبة جُرمٍ لم يرتكبوه، ولا يعكس حقيقة أخلاقهم وتربيتهم، ولكن ارتباطهم وعلاقتهم (بالمُجرم الحقيقي)جعلهم شركاء معه في الذنب!.
عندما زرتُ (سجن النساء)للمرة الأولى، رصدتُ تجارب مريرة (لشابات ونساء)مُتورطات في (جرائم أخلاقية، مخدرات، قتل.. إلخ)كان القاسم المشترك فيها لفظ (صديقتي)، و يمكنني تلخيص أسباب القضاء على حياتهن وأحلامهن وتشويه سمعتهن بعيداً عن الأسباب التقليدية في (اختيار خاطئ لصديقة + فضول + فراغ + ربما حاجة مادية أو نفسية + تكرار للخطأ)والسبب الأخير (برأيي)أنه نتيجة فهم خاطىء لمفهوم (ستر الله)على المذنب، علّه يقلع عن ذنبه، وقراءة (غير صائبة)لترّويج بأن هذه (المُمارسات)جزء من حياة المجتمع في السر!.
مُجاملة خاطئة لـ (زميلة دراسة أو جاره أو قريبه)سرعان ما تتحول إلى صداقة غير محسوبة النتائج، وحتماً التأثير هنا ينسحب على كلا الصديقتين، فتجد الثانية تورّطت في مُمارسات الأولى، لتصبح (شريكه كاملة)معها، أو تستقل ولكن بعدما تأثرت واكتسبت أخطائها!.
من في السجن لم يدركوا أن الصداقة (قضية اختيار)وليست (قضية صدفة)كما يتعامل معها الكثير منا اليوم خارجه، وخصوصاً الفتيات؟!.
برأيي أن (النساء)في مجتمعنا هن الأكثر تأثراً (بالصداقة)على الأقل في السنوات الأخيرة، والأكثر حاجة لتوجيه (الخطاب)إليهن نتيجة نقص الخبرة في الاعتماد على (النفس)خارج منظومة العائلة أو رقابة المنزل، وتعدد فُرص خوض التجارب بحرية أكثر، والتأثر بصديقات (العمل والدراسة)أو صديقاتهن، وصعوبة ملاحظة التأثير المكتسب لأنه غير لحظي، ولا يشعر به المتضرر إلا بعد فوات الآوان غالباً، فهذا التأثير (غير الفُجائي)يصبح جزءاً من (شخصية الإنسان)وربما كبر معه يوماً بعد آخر..!.
العزلة عن المجتمع وترك الصداقات خطأ، كما أن التعدد المُفرِّط وغير المحسوب في الصداقات هو خطأ أيضاً!.
من أصعب اللحظات أن تجد نفسك (تدفع ثمن)مُخالفتك لقناعاتك وتربيتك وقبل ذلك (دينك ووطنيتك)نتيجة السماح (للشخص الخطأ)بالتسلل إلى حياتك؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.