فهد بن جليد
إذا أردت أن تفتتح مشروعاً يُدر ذهباً في شوارع السعودية هذه الأيام، فعليك بمحل (كرك وجباتي) أو كما ينطقها البعض (شباتي)، يكفي المشروع رأس مال قليل، والوجبة لا تكلف شيئاً يذكر مجرد (عجين وصاج)، وحليب وزنجبيل وهيل، والأسعار (أنت وشطارتك) والسلام عليكم وعليكم السلام!.
السر في (الربح) ليس كثرة الهنود، بل لأن الموضة هذه الأيام تتطلب أن تصور (الكرك والجباتي) بالسناب شات قبل أن تتناولهما، حتى تصبح في نظر المعجبات رجلاً عصرياً و(كول) ولست من مدمني (الفول).
كل يوم كنت أعود فيه من الشارقة إلى دبي، يلفت انتباهي ويستفزني محل صغير (فتحة واحدة) بسبب كثرة السيارات الفارهة التي تقف عنده، لا أحد ينزل من مركبته، فقط يكفي إشارة بإصبعك (واحد أو اثنين) أكثر أو أقل، ويفهم العامل ماذا تريد، قبل أن يأتيك وهو يغني (طيارة.. طيارة) لتدفع له (درهماً واحداً) مقابل كوب (الكرك الأصلي) الذي يعده الهنود الحقيقيون.
بالمقابل وبعد أن أصبحت خبيراً في المسألة، وجدت محلاً آخر في الطريق بين (دبي وأبو ظبي) يبيع (الجباتي) بدرهمين (بالجبن أو البيض) وبدرهم واحد (جباتي سادة)، كانت هذه حياة أخرى، نحو 5 دراهم تستطيع بها أن تتناول فطوراً ولا أتخنها (بهرات) فيك يا (بنجاب).
قبل نحو عامين وصلت هذه الموضة إلى أشهر الشوارع اللندنية، بل إن متجر (هارودوز) كان أول من أدخل (الشباتي والكرك) في المائدة الأوربية، المسألة لا تكلفك أكثر من (دولارين)، هي وجبة رخيصة في كل أنحاء العالم، عدا شوارع الرياض!
لك أن تتخيل أن (كوب الكرك) الذي هو ماء حار وحليب وزنجبيل، يباع لدينا (بخمسة ريالات)! بل إن (الجباتي) الذي هو قرص (عجين بالماء والملح) يباع (بأربعة ريالات)!
أليس هذا مشروعاً مُربحاً؟ على طريقة (عيد بن شاكر) في الحيّالة (جباتي وكرك، مسابيح وخواتم)!
وعلى دروب الخير نلتقي.