فهد بن جليد
أشعر بتعاطف كبير مع جمعية سعودية (عزلاء)؛ أي لا تملك سلطة فرض أو سن أي قوانين غذائية على المطاعم، عندما طالبت بإدخال (10 تعديلات) على مكونات الوجبات السريعة في المملكة، تزامناً مع قرب إجازة منتصف العام، بهدف وقف خطر تسبب هذه الوجبات في قتل الناس (بشكل مباشر) و(غير مباشر)، مع تزايد تردد صغار السن على هذه المطاعم!
نحن نحتل المرتبة الثالثة عالمياً في معدلات السمنة، ونسبة الوفيات في بلادنا من أمراض السمنة والسكر والقلب بلغت 71 في المائة، مما يستوجب من الجهات المعنية، التدخل بسنّ قوانين وفرض قيود على (الوجبات السريعة)، دول عدة ومتقدمة، قطعت شوطاً طويلاً في الحد من خطر هذه الوجبات، قبل نحو أسبوع كتبت هنا عن معركة (رمز الملاّحة) في نيويورك، وكيف أن أصحاب المطاعم مُجبرين على وضعها فوق قائمة الأطعمة للتحذير من خطر الملح الزائد في هذه الوجبات!
اللجنة العلمية والتثقيفية للجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء، ناشدت وزارة الصحة، ووزارة التجارة والصناعة، والهيئة السعودية للغذاء والدواء، بإدخال تعديلات على الوجبات السريعة، حتى تصبح صالحة للأكل (دون ضرر)، مُطالبة بضرورة تثقيف المجتمع تجاه خطر الوجبات السريعة، فهل يمكن تطبيق هذه التعديلات؟!
برأيي أن هذه التعديلات جوهرية، ويجب على الجهات المعنية بشؤون الأغذية والأطعمة الإسراع في سنّها، لأنه من شأنها تغيير المُعادلة الغذائية لصالحنا، خصوصاً مع تعوّد صغار السن والشباب على هذه الوجبات، فبمجرد إدخال بعض التحسينات على الوجبات السريعة يقل خطرها، فمثلاً يجب تخفيض دهون اللحوم والجبن المستخدمة، ضرورة نزع جلد الدجاج، اعتماد الشوي بدلاً من القلي، تقديم سلطة خضراء وقطع فواكه مجاناً مع الوجبة، تقديم العصائر بدلاً من المشروبات الغازية، تقليل نسبة الملح، والاعتماد على الخبز البر في البيتزا، والأهم هو تدوين السعرات الحرارية على الأطعمة!
مؤسف أن المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة في المملكة، لا تساهم في برامج توعية وتثقيف لمساعدة الشباب على الاحتفاظ (برشاقتهم)، أو (تخفيف وزن) من يعانون من السمنة، والأكثر ألماً أن فروع هذه السلسلة في الدول الأخرى تتسابق على دعم برامج اجتماعية وصحية من هذا النوع!
ببساطة يمكن للناس التعوّد على الصيغة الجديدة والصحية من هذه الأطعمة، متى ما تم الترّويج لهذه الخيارات الصحية بالشكل الصحيح، وهذا دور الجهات الرقابية التي يلزمها التدخل السريع والمباشر من أجل صحتنا جميعاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.