سعد بن عبدالقادر القويعي
في إطار مشروع الفوضى الخلاقة، وتعديل خريطة الشرق الأوسط الجديد، يأتي بيان تنظيم داعش الإرهابي، والذي بثّه على مواقع الإنترنت، وإعلانه مسؤوليته عن انفجارٍ أسفر عن مقتل محافظ عدن بجنوب اليمن - قبل أيَّام - مع ثمانية من مرافقيه؛ إثر استهداف موكبه بسيارة مفخخة في مدينة «التواهي»، وفق ما نقلته وكالة «فرانس برس»؛ ليترك اليمن يعيش في فوضى عارمة، وعنف، وحرائق، وتفجيرات دموية، وانفلات أمني خطير، يهدد المنطقة - برمتها - بل العالم - كله - ؛ ولتكون مسؤولة - أيضاً - عما وصلت إليه البلاد من ضعف، وفوضى، وبروز خطاب جهوي عزز من حالة الانقسام، وعقّد من الحلول المتوقعة للوضع اليمني.
رهانات الحل ضعيفة، وقد تكون مفقودة أمام تنظيمات إرهابية كـ « تنظيم داعش «. وهو ما قد يجعلنا مقبلين على سيناريو مخيف، إذا لم يكن هناك استراتيجية واضحة المعالم، أو منظومة شاملة لمواجهة الإرهاب. فهكذا تفجير يصب في مصلحة عصابة الحوثي، وأنصار - الرئيس اليمني المخلوع - علي عبد الله صالح، ويخلط الأوراق من جديد، وليكون عقبة أمام حسم المعركة لصالح الشعب اليمني. بل سيشكل استهدافاً غير مباشر لقوات التحالف الدولي، التي ساهمت بشكل رئيس في تحرير أجزاء كبيرة من اليمن. وهذا ما سيجعلنا نحمل جملة من الاستفهامات، أكثر مما نقدم من إجابات : عن حقيقة صناعة هذا التنظيم، ولمصلحة من يعمل؟
يبدو في الأفق البعيد طرف خطير يترقب عن قرب نتائج المواجهات؛ للانقضاض على جسد اليمن المنهك؛ فتنظيم داعش الإرهابي في اليمن ممول بشكل جيد للغاية. وهو وإن تاجر بالشعارات الإسلامية، إلا أننا نجدهم لا يقتلون إلا المدنيين، والعزل من المسلمين - نسفا وتقتيلا وتدميرا - ؛ ولأنها اللعبة الأبدية بين القط والفأر - ولا شك - ، فإنَّ المتشددين أيديولوجيا سيعملون - جميعا - على تأجيج الصراع؛ الأمر الذي سيفرض على قوات التحالف الدولي، دمج عناصر القوة المتوافرة لكلٍّ من مكوناته في بوتقة جامعة، تكفل تحقيق التكامل العسكري؛ لتكون قادرة - بإذن الله - على مجابهة التهديدات بصورة أكثر فعالية، وتعديل الموازين الاستراتيجية في اليمن.
بقراءة سريعة أمام هذه الحقائق، والتطورات - فالأكيد - أن الدور الفاعل لقوات التحالف الدولي الذي تقوده السعودية ضد فصائل الشر في اليمن، يندرج ضمن رؤية شاملة، تستجيب لتطلعات الشعب اليمني في الاستقرار - إضافة - إلى حرصها على عدم الدفع بهذا البلد إلى مستنقع القتال الطائفي عبر الفوضى العابرة لمصلحة التقسيم، والتفتيت، التي تنفذها - مع الأسف - أدوات الإرهاب التكفيري، والعبثي في المنطقة؛ لتعبث في لحظة مواتية ضمن مصالح دول استخباراتية؛ لحصد المكاسب الإقليمية.