سعد بن عبدالقادر القويعي
وفق السياق الـدولي، وبالتزامن مع الذكرى الأولى لبدء ضربات الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، والتي عكست مدى التردد، والحيطة للحملة بسبب عدم وضوح الرؤية الحاكمة للتحالف الدولي، وهل ستسقر هذه الأدوار بعد القضاء على داعش؟، - إضافة - إلى عدم الرغبة في التورط - مرة أخرى - في أزمات المنطقة، - خصوصا - بعد حرب العراق عام 2003م.
تشير التقارير إلى تمدد تنظيم داعش، وسيطرته على مناطق متفرقة في العراق، وسوريا، وتزايد جاذبيته لدى المقاتلين الأوروبيين، كما أنه يتمتع بقوة ذاتية تستند إلى الوضع السياسي السيئ بالمنطقة. وتقول القيادة المركزية لقوات التحالف إنها شنت ما يقرب من 6000 غارة جوية - في العام الماضي - على أهداف للتنظيم بالبلدين، وأشارت إلى أن الكلفة الكلية للحملة تصل إلى 3.5 مليارات دولار، بواقع نحو عشرة ملايين دولار يوميا. ورغم كل ذلك فإن الهدف المتفق عليه في التحالف الدولي يثبت أن داعش لم تمس المصالح الأمريكية، والغربية، والإسرائيلية بشكل إستراتيجي، لاسيما بعد تعاظم قوة التنظيم في كل من سوريا، والعراق، وتوسع نطاق سيطرته منذ يونيو 2014 م ؛ لأصل إلى نتيجة مفادها: أن الإعلان عن هذا التحالف هو في حقيقة الأمر ؛ للمشاركة في مشروع رسم خارطة جديدة للمنطقة، تتقاسم به الدول الكبرى المشاركة في التحالفات ضد تنظيم داعش.
إن اختلاف الهدف لدى قوات التحالف الدولي، ووسائل تحقيقه متناقضان إلى درجة تداخلهما عند الطرف الواحد ؛ بسبب استغلال قوى إقليمية، ودولية لما يحدث في المنطقة ؛ من أجل تأمين مراكز نفوذهم - في مستقبل الأيام القادمة -. الأمر الذي سيضع المنطقة أمام خطر حرب إقليمية، ودولية مفتوحة، - سواء - كان الباعث سياسيا، أو عقائديا، أو طائفيا، تعيد للأذهان نظرية « الفوضى الخلاقة «، تستغلها الدول العظمى في بناء مشاريع هيمنتها على شعوب المنطقة، ومقدراتها.
بقراءة جيدة للواقع، فإن التحالف الدولي منذ إنشائه لم يحقق أي نتائج إيجابية تذكر. ومن هنا، فإن المعطيات تشير إلى أن هذا التحالف لم ينجح في لجم تنظيم داعش، الذي وُصف بأنه أشد خطرا، وإرهابا من تنظيم القاعدة، كما أنه لم يحقق أهدافه على الأرض. وفي حال كون التنظيم صنيعة استخباراتية، فإن الواقع العسكري يؤكد استحالة نجاح أي حملة جوية ضد ميليشيات غير منظمة، في حال لم تترافق مع تقدم بري فعال، أي أن دور داعش لن ينتهي، وهذا ما تؤكده التصريحات الأميركية، التي أشارت إلى أن الحرب ضد هذا التنظيم قد تستمر لخمسة عشر عاما.