أمل بنت فهد
الثقة قفزة يتبعها صعود أو ارتطام يغير مسار حياتك.. وفي دعوة كريمة موجهة من شركة القارات للتطوير العقاري.. لزيارة تركيا والاطلاع على المشروعات العقارية التي يمكن تملكها أو استثمارها للعرب والخليجيين، بعد إقرار القانون الجديد للاستثمار العقاري الذي أقره البرلمان التركي بجلسة 3/5/2012م، القاضي بإلغاء المعاملة بالمثل الذي كان يعمل به من قبل.. وأصبح حق للعرب بكافة جنسياتهم تملك العقار في تركيا.. كانت تلبية الدعوة فرصة للمعرفة والفصل بين السماع والرؤية.. والتثقيف القانوني والاجتماعي والأخلاقي وغيرها.. ولا أبالغ إن قلت ان قارات العالم انحصرت بصورة مصغرة في قلب تركيا.. خليط بشري غير متجانس لكنه متناغم.. لغات وثقافات وديانات وأعراق وتاريخ وأصالة.. تحتضنه أرض الفصول الأربعة.. تركيا عروس قديمة لا تهرم وكلما طال بها الزمان زادها سحراً.. كشفت عن نفسها بثقة.. وإذا بالاستثمار الخليجي يخطب ودها.. ولا ندري هل تسحب البساط من تحت الأخريات.. أم تكون عروساً ثانية.
ولا شك أن الذكاء الإعلامي التركي تجلى في تطويع الدراما التركية لصالح السياحة والاستثمار والسمعة العالمية إن صح التعبير.. عبقرية أن تكون حبكة القصة مقرونة بتسليط الأضواء على جمال الأراضي التركية وتنوع تضاريسها.. والتوغل في ثقافات مناطقها.. وإطلاق الرسائل التربوية والنفسية والاجتماعية من خلال الشاشة.. كأنما تغرس في النفس عشقاً عن بُعد ولهفة الزيارة.. حتى في تعاملها مع من يريدها لم تكن حكراً على الجيوب المنتفخة.. إنما للجميع بتسهيلات تصل للتقسيط وتفاوت في الأسعار يفتح لمن أراد أبواباً مشرعة ليكون له مكاناً فيها كغيره.. أليس هذا ذكاء أو دهاء لجذب الآخر!
وتأخذنا الأسئلة عن تركيا أين ستصل وأين يأخذها طموحها الذي يسابق الوقت.. فالمؤشرات كثيرة والتحديات أكثر.. رغم أنها حظيت بالمركز الثاني بين أكثر الأسواق الأوروبية جذباً للمستثمرين العقاريين وفقاً لتقرير شركة الاستشارات ارنست ويونغ الذي صدر مؤخراً بعنوان «المؤشر الأوروبي لاتجاهات الاستثمار في الأصول العقارية لعام 2013م».. والتصاعد المستمر في قيمة الأسعار بعائد سنوي لا يقل عن 10 في المئة.. فما بين حلم الثراء والسياحة المميزة دعوة مغرية للقادمين.. وتذكير للذاهبين أن يعودوا إليها.