أمل بنت فهد
قلت يوماً: للتاريخ مع العظماء موقف التخليد والتشريف إذا وثقه أهل العدل والإنصاف.. وله أيضاً أدوار في التزييف والتطبيل إذا دونته أقلام العابثين والنصابين.. مصداقية التاريخ ليس لها ميزان أو قانون.
لذا فإن التدوين مهمة الفصل بين المشاعر والحقائق، ومواجهة ذاكرة التاريخ عندما تتجاهل أبطال الظل.. والإنجازات خلف الكواليس التي لم تنتظر جزاءًا ولا شكوراً.. إنما منحت بدافع نبيل وإحساس عميق بالآخر.. قدمت ما تؤمن به دون أن تنتظر أتباعاً أو جمهوراً أو أضواء.
ومثلما أن أي مرحلة ساخنة تحتاج لتوثيق.. خصوصاً إن كانت تحكي عن شجرة الشر التي تنبت ببطء.. وترمي بثمارها المتوحشة لتدك الأوطان في قلبها وروحها.. من أبنائها وبناتها.. فالتاريخ لا يخجل من توثيق عاره البشري.. ليكون درساً ومؤشراً لمكانها.. فيجتثها من عرفها.. ويعرفها من جهلها.. فإن توثيق الرموز الإنسانية والوطنية الناجحة لا تقل أهمية.. إنما تفوقها بمراحل.. لأنها تقول بصوت واضح أن الشر والإرهاب والإجرام.. ليس كل شيء.. إنما ولد من قلب الحجر حياة.. وكان بيننا نماذج لم ترضخ أو تتهاون أو تحبط أمام هذا الجنون.. حملت في قلبها عشقاً للحياة والإنسان.. وعلى أكتافها حملت هم العطاء.. والبحث عن مخرج.. داخل الوطن أو خارجه.. أثبتت أنها لم تهتز.. ولم تتردد.. ولم ترتبك.
وفي حساب أوائل السعودية والإنجاز الوطني (First1Saudi) على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.. بتوثيق أول سعودي وأول سعودية ممن لهم السبق في مجال علمي أو اجتماعي أو وطني...إلخ وفي كل مجال.. لم يتجاوز عدد متابعيه ستين ألفاً.. مبادرة تضخ فينا روحاً جديدة من التفاؤل.. وتلفت نظر العالم للمواهب والعطايا والعقليات والإنجاز.. وكلها سعودية تراهن على خروجها من دائرة الذات إلى براح العالمية وخدمة الوطن والبشرية.. نماذج بمثابة يد حانية تمسح على صدورنا.. وتذكرنا بأن أبناء وبنات الوطن حفروا الصخر وفرضوا طريقهم بين قمم العالم.
هذا الحساب العظيم في توجهه وخدمته يحتاج وقفة وطنية حكومية.. يستحق أن يكون بلغات شتى.. وإصدار ورقي.. وموقع للتجمع السعودي.. ومرجعاً دقيقاً لمن أراد أن يتلمس طريقهم كمثل أعلى.. ومصدراً للكفاءات الوطنية التي لا بد أن يشملها الدعم المادي والمعنوي وتذليل العقبات ليمنحوا وطنهم ما وصلت إليه عقولهم واختراعاتهم ومبادراتهم.
أما القائمين على الحساب فلا يكفيهم الشكر وحده.. يستحقون أن تكبر مبادرتهم بدعم يوازي حجم ما يقدمونه.