سعد الدوسري
أهم ما يواجه برامج المسؤولية الاجتماعية، دخول من يستغلونها لمصالحهم الشخصية، وليس لمصلحة المجتمع. وهؤلاء مصيبة المصائب. فهم يخربون كل مشروع يتم العمل عليه لشهور وربما لسنوات، من خلال إصرارهم أن يظهر للناس بأسرع وقت ممكن، بالشكل الذي يخدم أسماءهم.
هؤلاء يحملون قناعة شديدة، بأنهم غير معنيين بهذه المسؤوليات، وأن الدولة هي المعنية بها، وأن تقديمهم لها لا يعدو كونه استكمالا للصورة المنمقة التي يريدون أن يظهروا بها أمام وسائل الإعلام. ولذلك تجدهم من أشد الكارهين للعمل الاجتماعي، وأكثرهم تحسراً على المال الذي يدفعونه من أجله. وربما إذا عملوا مشروعاً واحداً، فإنهم يجترّونه سنةً بعد سنة.
لقد أتاح لي العمل في هذا المجال، فرصة التعرف على المسؤولين عن كثب، من خلال منظار المسؤولية الاجتماعية. وصرت من خلاله، أقيّم الحس المهني لكل مسؤول. وفي نهاية الأمر، فإن هذا التقييم قد لا يؤثر على حجم قدرات هذا المسؤول أو ذاك، ولكنه بالضرورة يؤثر على التزام المؤسسة بدورها في مجال المسؤولية الاجتماعية.
لقد تم قبل أيام، تكريم نادي الهلال، كأفضل ناد ملتزم بالمسؤولية الاجتماعية، على مستوى العالم. وكنت أتوقع أن يثير هذا الفوز كل الصفحات الرياضية، وكل البرامج التلفزيونية الحوارية، إلاَّ أن هذا لم يحدث، وبقى الموضوع الأهم بالنسبة للجميع، خسارة نفس النادي في البطولة الآسيوية. أي أننا تركنا الفوز العالمي، وركزنا على الخسارة القارية. وهذا لأن المسؤولية الاجتماعية لم تتشكلْ بعد في ثقافتنا، كما تشكّلَ النفاق والرياء!