سعد الدوسري
من التخصصات الطبية التي يكون فيها الخيار الشخصي عالياً، تخصص طب وجراحة الأسنان. فعلى الرغم من أن هناك طبيبات وأطباء متميزين ومخلصين لمهنتهم وأمناء لها، إلا أن هناك نفراً غير قليل، يستغلون هذه المهنة الشريفة شر استغلال، خاصة عندما لا يكون الأمر متعلقاً بعلاج أمراض في اللثة والأسنان، أو في جراحة بعض التشوهات الخلقية أو الناتجة عن الإصابة ببعض الأمراض المستعصية، إنما بالشكل الجمالي للابتسامة أو المظهر العام للوجه.
لقد غدت جراحات وإجراءات تجميل الأسنان، هماً من هموم شريحة واسعة من المنتمين للطبقة الوسطى، رجالاً ونساءً، مما جعل تخصص طب الأسنان، لدى البعض، تجارة أكثر من كونها طباً علاجياً، وربما لا بأس، فكل مهنة هي متاحة للتجارة، لكن بشرط أن تُحترم المعايير المهنية والأخلاقية، وألا يكون المال هو المقدم على الخدمات، أو ألا تكون الخدمات أقل من الادعاءات الموعودة قبل الإجراءات أو العمليات.
إنَّ الأخطاء التي تحدث في عيادات الأسنان، هي أخطاء لا يدفع مرتكبوها ثمنها، بل يدفعها المساكين الذين يعتبرون الحظ العاثر هو الذي قادهم لتلك العيادات، وأن على نفسها جنت براقش! ومثل هذه التصورات تكوّنتْ لديهم على خلفية أن أصحاب الحقوق في عمليات القلب والكبد لم ينصفهم أحد، فمن سينصف من كان يحلم بابتسامة هوليوود؟!
مرة أخرى، الرقابة المكثفة على هذه العيادات، عبر رصد تطبيق المعايير، ومن خلال استقصاء رضا المرضى، هو الحل الوحيد لهذه الجرائم الأسنانية.