سعد الدوسري
لا يستقيم أمر قائم بين جماعة من الناس، إن لم تكن الثقة أساسًا لتعاملهم. وفي غياب الثقة، لن يكون منتَج هذه الجماعة جديرًا بالاحترام، حتى وإن كان متميزًا. من جهة أخرى، لكي تكون مطمئنًا في الرحلة التي ستكون فيها، يجب أن تثق بالله أولاً ثم بقائد الرحلة والفريق العامل عليها. وإن لم يحظوا بثقتك، فإن من سيدفع الثمن هو أنت، ستكون خائفًا ومرعوبًا طيلة الوقت.
إذًا، فالثقة ذات جدوى، ليس للشخص الذي يكون معك، بل لك أيضًا. ثق به، وثق بها. لا تتعامل معهما على أساس أنهما خطر عليك، بل على أساس أنهما شريكان لك في العمل وفي النجاح، في الحاضر وفي المستقبل. لا تحاصرهما بالأنظمة الخانقة، وبالمراقبة البوليسية. لا تضع عقوبات للأخطاء والمخالفات التي تفترض أنهما سيقعان فيها. كل هذا سيجعلهما في دائرة الشك، وفي مكان ليس جديرًا بالثقة. وهنا، لن تحصل منهما على مبتغاك. لن يعطياك بشكل مطلق، إن لم تعطهما الثقة المطلقة. لن يعطياك، إلا بقدر معلوم، بقدر الدائرة التي وضعتهما داخلهما.
إن التهديدات التي يواجهها الشباب والشابات، المقبلون على حياتهم العملية، من قبل أرباب الأعمال الحكومية أو الأهلية، هي تهديدات غير مفهومة. فكيف يمكن أن يبدؤوا حياتهم بقائمة طويلة من الأنظمة التي توحي بالعقوبات، إن هم فعلوا أو لم يفعلوا؟! لِمَ لا نحتويهم ببيئة جاذبة، تحبب إليهم العمل، وتمنحهم الثقة، وتشجعهم على الإبداع؟!