غسان محمد علوان
لم يمر علينا وقت من حالة عدم الثقة باتحادنا السعودي لكرة القدم مثل ما نمر به الآن. كل الآمال التي رجوناها منه، وكل الأحلام التي علقناها به، ذهبت أدراج الرياح. كنا نأمل أن تكون مواكبتنا لمن سبقونا في التجربة الانتخابية أن نرى نقلة حقيقية في منافساتنا، في مفاهيمنا، في طرق تعاملنا مع الأحداث.
لازالت عقلية الراعي (مطلق الصلاحية) والرعية (مسلوبة القرار) تسيطر على تفكير وتعامل اتحادنا الموقر. هذه العقلية تُدخل أي منظمة أو كيان في خانة العبث النظامي ومسالك تجاوز الأنظمة والقوانين بشكل مستمر مرهون بالمزاجية والأطراف ذات العلاقة في كل حادثة. فالعدل لدى هذه الشخصية ليس أولوية، وليس مرجعاً للتعامل أو دستوراً لحل النزاعات. فيقع هذا الراعي في مشكلة المحاباة مع من يحب و يمارس الظلم أو التجاهل مع من لا يروق له، وإن كانوا يتطابقون في التعريف.
الإنذار الأخير الذي صرح به رئيس النصر سابقاً، لا يدين رئيس النصر إطلاقاً، بل يدين من أثبت لرئيس النصر أنه ومن انتخب اتحاد أحمد عيد أصحاب فضل يجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم رد دينهم، بدلاً من أن يكونوا أصواتاً اقتنعت بشعارات العدل والتطوير والإنجاز التي تغنى بها الاستاذ أحمد عيد في حملته الانتخابية. وبين ذاك وذاك، يظهر معدن القوي من الضعيف، وتظهر أمارات الكفاءة والعجز.
في نظري وبتشبيه بسيط، العدل يجب أن يكون مثل الأشواك الحديدية التي توضع في الطرق لمنع السائقين من عكس السير. وبجانب تلك الأشواك الحديدية توجد لوحة تحذر من عكس الطريق وإلا كان مصير إطارات سيارتك الانفجار. هنا تكون أركان العدالة جميعها مكتملة كالتالي:
- قانون: القيادة بالاتجاه الصحيح (نظام).
- تحذير: عكس السير يعرض اطارات مركبتك للتلف (مادة).
- نتيجة: تلف الإطارات عند عكس السير (عقوبة).
هذا المثال ورغم بساطته إلا أنه يلخص كل شيء عندما نتحدث عن العدل.
فلا يجب على الاتحاد السعودي أن يخاطب لاعباً نيابة عن ناد ليتنازل عن مستحقاته او يرضى بإعادة جدولتها.
لا يجب على الاتحاد السعودي أن يذهب بنفسه ليراضي طرفاً قد تجاوز النظام بعد أن طبّق عليه عقوبة ما.
لا يجب على الاتحاد السعودي أن يسيء لأحد أنديته ويتهمها باستخدام الأساليب القذرة وهو يخاطب الاتحاد الدولي لكرة القدم دون أدلة أو براهين.
لا يجب على الاتحاد السعودي أن يحابي من صوت له على حساب من صوت لمنافسه، فالتصويت كان بناء على قناعة شخصية بالملف الانتخابي الذي سيسلك طريقاً مختلفاً عن الآخر لتحقيق نفس الهدف، وليست على عداوات شخصية.
فترة الاتحاد السعودي الحالي هي الأسوأ بكل المقاييس، ندعو الله جميعاً أن تنتهي بأقل الأضرار الممكنة عاجلاً غير آجل.
فقد مللنا وبكل صراحة، أن يكون صاحب القرار بلا قرار.
خاتمة:
أنـا لا أخـتارُ تـقبيلَ يدٍ
قَـطْعُها أجملُ مـن تلكَ القُبلْ
إن جَزتني عن مديحي صرتُ في
رقِّها أو لا فيكفيني الخَـجَلْ
(ابن الوردي)