غسان محمد علوان
أنهى الهلال فترة ما قبل التوقف الأول بنجاح من خلال تحقيقه العلامة الكاملة في اللقاءات الرسمية الأربعة التي خاضها (لقاء السوبر، لقاء لخويا، مواجهتين دوريتين). وأكثر ما بعث الطمأنينة في نفوس محبيه هو انسجام القادمين الجدد (ادواردو والميدا) مع الفريق، وتقديمها أداءً فعّالاً كان له الكلمة الفصل في ما مضى من مواجهات. أكثر ما ميّز الهلال منذ نهاية الموسم الماضي إلى هذه اللحظة، هو الهدوء وتركيز الجهود في العمل الفعلي بدلاً من الركض في وسائل الإعلام وكثرة الظهور بسبب أو بدون سبب. الهلال كمنظومة لا يملك رفاهية الاختيار بين أن يعمل بهدوء لتتحدث عنه نتائجه أو أن يشعل الساحات بالضجيج واختلاق القضايا بشكل متواصل لتكون حديث الساعة، لتستهلك وقته ما بين أخذٍ و رد. فالهلال بجماهيريته الطاغية وتنوع مراكز التأثير فيه من جماهير وإعلام وشرفيين، قادرٌ على خلق تكتلات داخلية توازي جماهيرية بعض الأندية الأخرى. وعندما يحدث ذلك، لا يستطيع الهلاليون لم الشمل بسهولة، وإعادة ترتيب أوراقهم بمجرد زوال سبب الاختلاف. قد تجدي تلك الضوضاء نفعها مع أندية أخرى لإشغال جماهيرها عن أوضاع سيئة يعاني منها الفريق، أو تضعهم في واجهة الأحداث متى ما عجزوا عن تصدر المشهد من خلال المستطيل الأخضر. ولنا في رياضتنا العديد من الأمثلة. فمنهم من ابتعد عن المنافسات، وأشغل الوسط الرياضي حديثاً ليثبت لنفسه مكاناً بين الكبار. ومنهم من أشغل جماهيره بتعاقدات (فلاشية) تبهر الأعين للحظات، ثم يذهب بريقها على أرض الميدان. ولكن كل هذا لا يجدي نفعاً مع الزعيم والذي كان وما زال مقدراً له أن يكون دوماً في المنافسة، ومطالباً بتحقيق كل شيء و أي شيء ما دام متاحاً.
لعب الهلال في الأحساء لقاء الفتح، ولم يكن في أفضل حالاته بسبب الرطوبة والغيابات و تراخي أو إرهاق بعض اللاعبين. ولكنه رغم كل ذلك حقق الانتصار والنقاط الثلاث. هذا الانتصار الذي أتى بعد توفيق الله، كان سببه المظهر الذي دخل به الهلال الموسم الجاري، مظهر البطل وشخصية الفريق القوي. فأكثر ما عانى منه الهلال مؤخراً هو فقدان الهيبة أمام الفرق باختلاف مستوياتها. فحتى عندما كان يواجه من هو أقل منه في المستوى، كان المنافس يبحث عن الهجوم والانتصار بفتح الملعب. ويحقق بعض الأحيان مبتغاه ويفشل في أُخَر. رغم أن ذلك كان شيئاً مُستَنكراً إلى سنوات قليلة مضت. ولذلك، وعندما تناسى فريق لخويا القطري كيفية اللعب مع زعيم آسيا، فتح ملعبه وهاجم على أرض الدرة فخرج برباعية تاريخية كانت قابلة للمضاعفة لولا أمر الله وتواضع (أو تعمّد) الحكم الأسترالي.
خلاصة القول: ليست الضوضاء طريقاً للزعيم يستطيع اختياره ليمضي قُدُماً نحو تحقيق مزيداً من الأمجاد. فصدى الانتصارات الزرقاء كان و ما زال، مصدره صوت الشباك، وحناجر عشاقه وهي تصرخ فرحاً بانتصار جديد فقط. وما دون ذلك قد ينجح مع غيره، ولن ينجح مع الزعيم.
خاتمة...
تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً
ووجهك وضّاحٌ و ثغرك باسمٌ
(المتنبي)