غسان محمد علوان
يعاود الهلال مساء اليوم ركضه - غير المنقطع على كافة الأصعدة - على أرضية درة الملاعب في مواجهة الغريم الآسيوي (الجديد - القديم) الأهلي الإماراتي في نصف النهائي الآسيوي. يعود الهلال في لقاء الليلة منتعشاً بعودة الغائبين، وعودة سلاحه الأجمل المتمثّل في جمهوره الأكثر إبهاراً على مستوى القارة. المميز في الهلال هذا الموسم (حتى الآن على الأقل) هو ظهوره بمظهر الفريق المتكامل، القادر بعد توفيق الله على خوض غمار كل المنافسات المختلفة بثقة عالية بغض النظر عن اكتمال صفوفه أو نقصانها. فأدبيات البيت الأزرق تفرض عليه ما لا يُفرَضُ على غيره. وما يجب أن يكون عليه دوماً لا ينطبق بالضرورة على غيره. وتلك الأدبيات والثوابت أفرزت له مهام خاصة، ومهمات فريدة تُثقل كواهل الكل، ولكن لكي تكون زعيماً يجب أن تعتاد عليها.
مهم جداً أن تكون دوماً في الواجهة.
مهم جداً أن تكون منافساً على كل شيء وعلى مر المواسم.
مهم جداً أن تتفهم (كزعيم) أن قدرك هو أن تكون قاب قوسين أو أدنى من ملامسة الذهب في كل محفل، فإن حزته فالشكر لله، وإن لم يكتب لك يومها فلا مفر من إعادة الكرّة.
مهم جداً أن ترى منجزك السابق درجة في سلّم المجد، لا مطمعاً تم الحصول عليه.
مهم جداً أن تكون لنفسك المنافس الأول، فمهما بلغت من علوّ، فيجب أن تتخطاه كحاجز قابل للاجتياز.
لذلك، يعيد الهلال التجربة تلو الأخرى للحصول على تلك السابعة المتمنّعة على كبير آسيا، وليس مردُّ تمنعها عدم جدارته بها، بل لجعل طعم الإنجاز أشد حلاوة، وأعذب مشرباً.
ففي لقاء الليلة، ستجتمع حشود العشاق مرة أخرى، بعد أن حرمت القارة نفسها من رؤيتهم، لدعم زعيمهم، وتحفيز حبيبهم، ولإيصاله مرة أخرى لنهائي القارة الآسيوي.
لن يكون النزال سهلاً أو بسيطاً، فالأهلي الإماراتي قادم بوجه مختلف، وبمدرب يعرف كيف تؤكل الكتف، ويعرف تماماً قيمة الهلال وقوته.
وفي المقابل، سيكون الهلال حاضراً بكل شيء، بفرقته الثقيلة، ومدربه الكبير، وجمهوره العظيم، ويقود كل ما سبق شوق كبير لحيازة الذهب الآسيوي لسابع مرة، طمعاً في جمال حيازته، وتذكيراً لبعض من نسي أو تناسى أن للقارة الصفراء زعيماً واحداً لا يشاركه في ذلك أحد.
بالتوفيق للهلال الليلة، وقلوب عشاقه وعشاق وطنه الحبيب ستحفّ مسيرته بالدعوات الصادقة نحو تحقيق لقبٍ اشتاق كل السعوديين التوشح به.
خاتمة...
سأضرب في طول البلاد وعرضها
أنال مرادي أو أموت غريبا
فإن تَلُفتْ نفسي فلله درها
وإن سَلِمتْ كان الرجوع قريبا
(الشافعي)