د.عبدالعزيز العمر
يصنّف الطلاب السنغافوريون بأنهم الأذكي بين طلاب العالم، وهذا أمر يؤكده سيطرة طلابهم على المراكز الأولى في المسابقات التعليمية الدولية، ويؤكده أيضاً التنافسية الاقتصادية العالية التي يحققها هذا البلد الصغير. بقى أن تعرف أنّ تكلفة تعليم طالبنا تفوق تكلفة تعليم الطالب السنغافوري.
ويعزو السنغافوريون تطور ونمو بلادهم المذهل إلى أنّ المجتمع السنغافوري لديه إيمان متجذر بأنّ التعليم هو صانع الإنسان المبدع المنتج، بل وصانع التنمية، وأن الاقتصاد الجيد يخرج من رحم تعليم جيد. لذا لم يكن مستغرباً أن تجد الأسرة السنغافورية تصرف أكثر من نصف دخلها على تعليم أبنائها (أما الأسرة السعودية فيذهب معظم دخلها للأسف لسداد قروض وللمتع من سفر وأثاث وسيارات وخدم .. الخ).
إنّ ما حققته سنغافورة بتعليمها المميز يجب أن يكون درساً تتعلمه كل دول العالم، وخصوصاً دول العالم الثالث. ولنتصور القفزة التي حققتها سنغافورة بفضل نظامها التعليمي، نذكر أنّ سنغافورة كانت ميناء إنجليزياً هجرته بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، عندما أصبحت البلاد تعيش أوضاعاً مزرية.
أما سر تميز التعليم السنغافوري فقد كشفه السنغافوريون أنفسهم عندما قالوا إنّ المعلم هو من يقف خلف إنجازهم التعليمي.
يقول تربوي سنغافوري: تقديم المعلومات لطالبنا ليس أولوية عند معلمينا، فالمعلومات يجدها الطالب في جوجل، ما يهمنا هو ما يمكن أن يفعله الطالب بهذه المعلومات، أي كيف يطبقها ويمارسها في حياته اليومية، نظام التعليم السنغافوري يدين للأسرة بالفضل في إعداد وتهيئة الطفل للتعليم خلال السنوات التي تسبق دخوله المدرسة، أما عندنا فيبدأ الطفل تعليمه في سن السادسة بعد خراب البصرة.