د.عبدالعزيز العمر
الذين يتصدون لعملية تطوير التعليم ينطلقون دائماً من التأمل في أسئلة كبيرة وملحة وحارقة، وبديهي أنه لا يمكن البدء في بناء أي خطة أو تصور تعليمي قبل حسم إجابات تلك الأسئلة، ومن بين أهم تلك الأسئلة التي يثيرها مطورو التعليم ما يلي:
هل صانع القرار التعليمي لدينا مقتنع، بل ومؤمن أن التعليم يجب أن تكون له الأولوية المطلقة في خططنا الاستراتيجية؟ هل اختيار قيادات التعليم يخضع لمعيار آخر يأتي قبل كفاءته المهنية؟ هل فرضت علينا الضرورة والحاجة اليوم أن نوظف معلمين أي كلام؟ هل لا يمكن إبعاد أي معلم عن التدريس إلا بمبرر غير أخلاقي يخل بالشرف؟ هل دمج تعليمنا العالي مع تعليمنا العام يمكن أن يكون أثره على التعليم إيجابياً أم سلبياً أم أن المصلحة تقتضي فصلهما؟ هل ما نصرفه على تعليمنا من مال يوازي ما يحققه لنا من مردود تنموي؟ هل نحن نعلم طلابنا ما ليس له صلة بحياتهم اليومية المعاشة؟ هل تعليمنا منفصل عن حياة طلابنا أم هو متصل بواقعهم اليومي المعاش؟ هــل يجد طالبنا في مدرسته من لا يحترم قيمته وكرامته ويمتهن مشاعره ويقلل من قدراته العقلية؟
باختصار نقول: إن عملية تطوير التعليم عملية في علمية ومهنية في غاية التعقيد، وهي تتطلب أن نجيب عن أسئلة كبيرة، أشرنا إلى بعض منها أعلاه.