أمل بنت فهد
يحدث أن تصطف أمامك آراء الآخرين والمقربين لتمنعك عن بدء الخطوات الأولى في طريق تؤمن به.. ويحدث خلال قطعك شوطاً من الطريق صوب الهدف الذي تراه واضحاً جلياً وإن كان بعيداً.. أن يخبو صوت الخطوات التي كانت تسير معك وحولك لتدعمك، وإذا التفت لن تجد أحداً.. ويحدث أن تجد المتربصين بمشروعك إذا بدت ثماره تنضج وقرب أوان القطاف.. كل ذلك وأكثر يمكنه أن يقتحم مشوارك رضيت أم أبيت.. انتبهت أم كنت غافلاً.. من المهم أن تفهم أسبابهم رغم أنها طبيعية لاختلاف البشر.. منهم الكسول المرتاح داخل مساحة الركود.. وإن انتهى عمره فيها فالتغيير بالنسبة له قضية غير واردة لأنه تعب ليس له مبرر.. ومنهم الخائف من المغامرة ويطيب له أن يبقى حيث توقف.. ومنهم المحترق بجحيم الأنانية وكل فكرة قد تنقل الآخر وتغير موقعه للأفضل تزعجه.. وفيهم من يخطط لساعة تقديم الولاء المناسبة.. فإن نجحت فهو معك.. وإن خسرت لن يقترب منك.. وتحركك عند بعضهم يضر مصالحهم ويعيقها.. فلا بد أن تعرف كيف يكون الإصرار.. وكيف يقسو في بعض مراحله ويموج بك في بحر الشك.. ويجبرك أن تراجع إيمانك الذي كنت تراهن عليه.. تشعر به أثقالاً تلتصق بقدميك وتجذبك لقاع الخيبة.. والهدف واحد.. أن تتوقف وتتراجع.. فما الذي يحدث عندما تذعن؟.
ستفقد ذاتك.. ولن تعرف من تكون.. وسيبقى الحلم الذي قاطعته مصدر إزعاج يعاتبك كل حين.. إنه كالتخلي عن طفلك في منتصف الطريق.. على أمل أن يجده غيرك ويقوم بدورك.. والفاجعة التي تنتظرك.. لحظة تجد من هو أقل منك خبرة وقدرة.. تبنى فكرتك ووصل بها إلى أرض الواقع.. عندها لن تحصي عدد المرات التي ستتجرع فيها مرارة جلد الذات.. وستحرقك ألف «لو» وتعيدك لحريق الندم.
بينما لو أصررت وقاومت الأيدي التي تسحبك للخلف.. ستجد نتيجة وتتحمل مسؤوليتها.. إن كسبت فقد انتصرت.. وإن خسرت فقد جربت.. في كلا الحالتين ربحت نفسك.
كم مشروع تراه أمامك اليوم يكبر ويتوسع.. قد كانت فكرته تراودك وكنت تتجاهلها.. أو تفتح باب الحوار مع المذكورين أعلاه ويغلقون في وجه طموحك باباً أنت الوحيد الذي يمكنه أن يقرر كيف يكون.. مغلق أم مشرع أم موارب.
وما دمت تتنفس.. ففي مقدورك أن تبدأ من جديد.. وثق أن مشاريعك المهملة لن تتوقف عن محاسبتك.. إنها تشبه تأنيب الضمير.. قد يخفت صوته.. لكنه لا يكف عن الثرثرة ولو همساً إلى أن يحصل على العدالة.