غسان محمد علوان
يمّمَ الهلال وجهه غرباً..
باحثاً عن مجد جديد..
فأتاه الذهب الصرف يختال ضاحكاً، ليهديه بعضاً من ذاته على صورة كأس المليك المفدى...
أراد العودة لبيته، لمعقله، ليحتفل بمنجزه الجديد مع أحبابه، فوجد في قلوبهم لهفة أكبر..
فيمم وجهه مجدداً تجاه الغرب أكثر..
إلى موطن كرة القدم، ومسقط رأسها..
يريد العودة لهم بشكل مختلف..
بنوع جديد من الذهب..
بمنجزٍ كامل الأوصاف..
فنثر في وسط لندن شيئاً من هلال..
وكثيراً من الجمال..
لعب كما لم يلعب مؤخراً، وسيطر على اللقاء كما لو كان قد شاهده من قبل، وحفظ خطوات منافسه وتحركاته قبل أن ينفذها..
فكان له ما أراد..
ترسيخ زعامة كروية من أرض النشأة الكروية..
عبثٌ هي صفصفة الحروف في وصف الهلال..
متعبٌ هو رصد كل ما يتعلّق بالهلال من جمال..
فالمنجز لم يعد هدفاً..
والذهب لم يعد مطمعاً..
فكلاهما يسابق الآخر طمعاً في الارتماء في حضن الهلال..
ما يهم الآن فعلاً هو ترسيخ تلك الزعامة المطلقة في كل جنبات كتب التاريخ..
ما يهم الآن حقاً أن يتشبث الهلال بقمة المجد تاركاً هموم اللحاق به لغيره تتضاعف بين موسمٍ وآخر..
فالفرح في القلعة الزرقاء هو الثابت، وما سوى ذلك استثناء طارئ يستدعي تدخلاً سريعاً لإعادة الأمور إلى نصابها..
كي تكون زعيماً.. يجب أن لا يكون لطموحك حد.
كي تكون زعيماً.. يجب أن تكون أمواجك مداً يتلوه مد.
كي تكون زعيماً.. يجب أن تكون دوماً مستعداً، جاهزاً، لحصد كل ما يزهر على أراضي المجد.
ها هو الزعيم قد عاد لبيته ليغمر عشاقه بالذهب، ويزداد بهم قوة ليبدأ مشواراً جديداً مع الذهب.
فالدوري الذي كان وما زال طوع بنان الهلال، قد أطال الغياب عن خزائنه، فأربعة مواسم بلا دوري في (عرف الزعيم) هي دهرٌ من غياب.
لا جديد في ذكر الهلال، سوى الرقم.
فالترف البطولي غدا في معاجم عشاقه كالهواء الذي يتنفسونه، ولا غنى لهم عنه.
مبروك للزعيم وعشاقه بطولتي الصيف المترفتين.
خاتمة...
ACTIONS speak louder than words
الأفعال أبلغ من الأقوال
(حكمة إنجليزية)