غسان محمد علوان
لا صوت يعلو الآن على صوت الهلال، ولا يوجد حديث كروي يجمع اثنين لا يتم من خلاله التطرق إلى هلال كأس الملك وهلال كأس السوبر، وبعبارة أخرى: هلال دونيس.
فالهلال في الفترة القصيرة الماضية كان يعاني من تخبطات إدارية وفنية، وإحباطات متنوّعة أزاحت كبير القوم عن مكانته الطبيعية ولو لفترة قصيرة.
كنا نقول إن علاج كل مشاكل الفريق (أي فريق كان) يجب أن تبدأ من على المستطيل الأخضر. فما يحصل هناك سينعكس على كل مكونات النادي من إدارة وجماهير وقبل كل هؤلاء على اللاعبين. كان الجميع يقول إن حل مشكلة الهلال يبدأ بعودته إلى واقعه وواقعيته، وينتهي هناك أيضاً.
جاء اليوناني دونيس للهلال، واثقاً من نفسه، واعياً بقدراته، عالماً بماهية فريقه الجديد ومكانته. فاختار الحل الأسهل: الواقعية.
فمن نفس البلاد تلك، وفي عام 384 ق. م.، ظهر لأحد أكبر أباطرة الفلسفة في التاريخ (أفلاطون) تلميذٌ شاب يدعى أرسطو طاليس. نهل من معين معلمه كل ما يمكنه فهماً ونَهَماً، واختار أن يخالفه في المنهجية، لا في الهدف. فاختار من معرفة جوهر الأشياء وواقعها نقطة انطلاق للوصل لأهدافه. وكذلك فعل أرسطو الهلال مع هلاله.
فقد وجد في جوهر الهلال زعيم لا يرضى بغير الذهب.
ووجد في جوهر اللاعبين نجوماً مستعدة للتألق متى تم توظيفها ككتلة واحدة.
ووجد في جوهر خطته أن البقاء للأجهز بعيداً عن الأسماء.
ووجد في جوهر الإنجاز أن الأفضلية المطلقة يجب أن تكون للفريق ككل دون تصدر لأحد أفراده دون البقية.
كل ذلك استقراء لما مضى، وتجهيزاً لما هو آت، ويبقى التوفيق من عند الله هو سبب كل شيء.
فالليلة يدخل زعيم آسيا المعترك الآسيوي مجدداً، فاقداً أحد أهم أسلحته التي أدهشت القارة بأسرها وكانت حديثاً للبطولة دوماً.
تلك الجماهير المرعبة، الغائبة عن لقاء لخويا القطري، تدفع ضريبة ما اقترفه بعض جهالها بأيديهم. فلا عذر للمخطئ إن تكرر خطؤه.
(بطل آسيا للمرة السابعة) هو حلم ينام ويصحو عليه كل من عشق زعيم القارة الصفراء. والمهمة الليلة لن تكون سهلة على الإطلاق أمام فريق قد أخرج الهلال من نفس البطولة سابقاً.
فهل يكون للزعيم تحت قيادة (أرسطو الهلال) كلمة تُطاوِلُ في مداها ما كان يصدح به عشاقه الغائبون؟ هل تتغلب واقعية دونيس مرة أخرى في المنعطف الأهم آسيوياً؟
كل ذلك سنراه اليوم في درة الملاعب من خلف شاشات التلفاز. فإن كانت الجماهير العاشقة قد حُرِمت من مرآك على الطبيعة يا هلال، فلا تحرمها من متعة الفرح والتغني بك عن بعد.
بالتوفيق لسفير الوطن.
خاتمة
الكرامة ليست امتلاك المفاخر، بل استحقاقها.
(أرسطو)