فهد بن جليد
هذا الأسبوع أطلقت جامعة (بورتلاند) الأمريكية برنامجاً تعليمياً للأطفال دون سن (الخامسة)، لتناول (الخضار والفواكه)، الفكرة التعليمية تبدأ بزرع الثمار، والعناية بها من قبل الصغار، ثم جنيها في موسم (الحصاد)، و تناولها لاحقاً في (المنزل) كجزء من التدريب على الغذاء الصحي!.
قد يبدو الأمر صعباً في بيئتنا، ولكن يمكن استبدال الزراعة والحصاد (بالتسوق الصحيح) بمشاركة الصغار في إحضار الخضار والفواكه من السوق باستمرار، ثم المشاركة في تنظيفها وتقطيعها، لتناولها بذات الطريقة التعليمية الأمريكية الجديدة للحصول على (أطفال أصحاء)، يجب أن نعترف أن (حياتنا الاجتماعية) لا تُساعد كثيراً على (بناء) جسم صحيح للطفل، نتيجة المُغريات والخيارات الغذائية الخاطئة في قوائمنا، بل إن الأطفال مُنذ بلوغهم سن (الثانية) لا يتعلمون في المجتمع السعودي عادات غذائية سليمة، ويمكنك ملاحظة خياراتهم في أقرب بقالة!.
الأطعمة الغذائية السريعة تفتك بأجساد صغارنا، مما نتج عنه مُعدلات مُرتفعة في السُمنة ومرض السكري، بل إن معظم زبائن مطاعم الوجبات السريعة هم من (الشباب وصغار السن)، يستحيل تعديل سلوك الطفل الغذائي في (سن مُتأخرة) لمنع تناول الحلويات، والمشروبات الغازية، لأن خياراته مُنذ البداية كانت (خاطئة) بمُساعدتنا, فنحن نعتقد أن إعطاء الصغير قطعة حلوى، هو السبيل لإسكاته، و التخلص من بكائه، وإرضائه، ونحن لا نعلم أننا نزرع فيه (عادات غذائية) خاطئة، ستجلب له الأمراض، وستؤثر على سلوكه الغذائي (طوال العمر)!.
الخضار والفواكه, أطعمه حاسمة في النظام الغذائي عند الصغار، وضرورية لبناء (جسم سليم) وهي قوائم غائبة عن معظم موائدنا، لذا تنبه الغرب للمسألة، وبدأوا مبكراً في وضع برامج وخطط لتحسين (السلوك الغذائي) عند صغار السن، فكيف نعمل نحن؟!.
للأسف برامجنا الإرشادية والتوعوية لجعل الخضار والفواكه (خياراً غذائياً) عند الصغار، تبقى تقليدية ومثالية، وغير فاعلة، وليس لها تأثير يُذكر، لذا نحن في حاجة لمثل هذه الأفكار العملية لمشاركة الصغار في الاختيار، لأن الأبحاث و الدراسات تؤكد ان المُشاركة هي الخيار (الأخير), و السبيل الوحيد للحصول على نتائج أفضل!.
جرّب أن تجعل (طفلك) يُشارك في اختيار الخضار والفواكه عند التسوق، فلربما ساهم ذلك في (تناولها)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.