فهد بن جليد
قناة الـ CNN احتفت يوم أمس بالطالبة البريطانية (ليديا 12 سنة) التي حقت المرتبة الأولى في اختبار العباقرة الذهني هذا العام، وقدَّمت قصة نجاحها للمشاهدين حول العالم، وكيف أنها تغلبت على ظروفها، ومُحيطها وحققت نجاحاً مُذهلاً!
صناعة (القدوة) لتحقيق الأحلام، أمر بالغ الأهمية في الإعلام الغربي والأمريكي، ونراه يجتهد من أجل إبرازها للمُشاهدين خصوصاً من صغار السن، ليستفيدوا من هذه التجارب، وهو ما يُساعد في بناء جيل قادم أكثر اهتماماً، وأعلى طموحاً!
إلى مدينة الطائف عاد هذا الأسبوع الطالب السعودي (صالح الفتة) ابن الـ (أحد عشر عاماً)، والذي يُعد أحد عباقرة (الجيل الجديد) في الرياضيات الذهنية، بعد أن حقق البطولة العالمية عن المستوى الرابع، والتي أقيمت في الهند مؤخراً، السؤال كم من صغار السن في الرياض، وجدة، والشرقية، وأبها.. وغيرها من مناطق المملكة، بل في الطائف نفسها، علموا بهذا العبقري الصغير، أو تعرّفوا على نجاحاته؟!
لا أعلم هل هي مسؤولية الإعلام؟ ليُبرز ويبحث عن مثل هذه الشخصيات الفريدة، ويدعمها، وخصوصاً أن تجربة الطالب (صالح) تؤكّد أن النجاح قد يخرج من (رحم المعاناة) كون والده مُنفصلاً عن والدته، وهو الأمر الذي ربما خلق نوعاً من التحدي في حياة الصغير؟!
أم هي مسؤولية (وزارة التعليم) التي يُنتظر منها أن تحرص على إبراز مثل هذه النماذج؟ ليكونوا قدوة لدى بقية (الطلاب)، هنا لا نتحدث عن (صالح) وحده، وإن كان يستحق الإشادة والإبراز، بل نتحدث عن نماذج عديدة يملكون تجارب ناجحة، وفريدة، وحققوا للمملكة نتائج إيجابية، ورفعوا علمها في الكثير من المحافل الدولية، من المخترعين والمبتكرين، والموهوبين، ولكن لا أحد من أقرانهم يعلم بقصصهم كاملة، أو يمكنه الحلم بتحقيق مثلما حقوه، وخصوصاً أننا جميعاً نعيش في بيئة واحدة وظروف مُتشابهة!
أعتقد أن شبابنا وطلابنا، سيتأثرون أكثر عندما يتم تقديم وإبراز نماذج تُعاصرهم، من أقرانهم، الذين يعيشون في ذات الظروف والمكان، وقد حققوا نجاحات عالمية، أكثر من تأثرهم بالحديث عن نجاحات تمت في عصور سابقة، أو حتى الحديث عن عباقرة العالم الأول، الذين تختلف ظروفهم عنه ظروفنا!
كم سيكون الأمر مُختلفاً، ومؤثّراً؟ عندما تكون صورة الطالب (صالح)، وقصته موضوعاً في منهج (العام القادم)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.