فهد بن جليد
من المُبشرات التي تؤكّد بعد وجهة النظر (العربية)، أن (الخواجات) اكتشفوا فجأة أن الالتزام بالطوابير - أمر خاطئ - يجب التخلص منه؟!
لقد تجاوزت معظم المجتمعات العربية - بحمد الله وتوفيقه - هذه العادة مُبكراً، بعدما اكتشف العرب دون الحاجة إلى دراسات أو تجارب بأن (الطوابير) مجرد إهدار للوقت، وتأكيد (لقلة حيلة) المُنتظر، وعدم وجود (عزوة له) أو (واسطة) تُعفيه من طول الانتظار، فأذكياء العرب وحدهم يستطيعون قفز (الطوابير)، وتحقيق أهدافهم (بأقصر) الطرق، حتى لو تعلّق الأمر بالشراء من (المخبز)!
الناس في أمريكا، والغرب أصيبوا يوم (الخميس الماضي) بالدهشة، عندما طالعتهم معظم الصحف بنشر دراسة تقول إن الطريقة التي يقف فيها الناس في (الطوابير) للشراء، أو في البنوك، أو الدوائر الحكومية هي طريقة خاطئة، وغير فعّالة، ويجب التخلص منها بأسرع وقت، كحل جذري يُحسن الخدمة، ويُسعد العميل؟!
بل إن الخدمة يجب أن تُقدم من آخر الصف، أي أن من يُخدم أولاً هو من يأتي مُتأخراً!!
تقديس النظام والأولوية، أمر بالغ الأهمية لدى أبناء (العم سام)، وفي هذه المسألة تحديداً، يجب لزوم الصف، وتتبعه خطوة بخطوة - مهما طال - ليتضح مدى تطور الإنسان، تبعاً لقاعدة من يحضر أولاً يُخدم أولاً، وهي القاعدة التي تناقضها نتائج الدراسة الجديدة؟!
دراسة (لعنة قاعدة الطابور) الدنماركية، تؤكّد أن الناس يضيعون (ستة أشهر) من أعمارهم لمجرد الوقوف في الطوابير، والالتزام بالنظام، عند المحلات، أو البنوك.. إلخ، بينما يمكنهم الاستفادة من وقتهم، والالتزام بالنظام في ذات الوقت، بتطبيق نتائج الدراسة؟!
فالناس تحرص على الحضور مبكراً للازدحام في الطوابير، حتى تنهي أعمالها أولاً بأول، وهذا يسبب تكدس المراجعين، وربما عدم رضاء العميل، بينما قلب (قاعدة الخدمة) رأساً على عقب، للبدء بخدمة من يقف في (آخر الصف) سيجعل الناس لا تحرص على الحضور المبكر، وهو ما يُتيح الفرصة لوجود مقاعد شاغرة لكل من سيحضر لتتم خدمته، ومن ثم خدمة من يأتي متأخراً، وبهذه الطريقة يتم خدمة الناس جميعاً دون الحاجة للوقوف، والانتظار، والتوتر، والغضب..!
تعليقات القراء في صحف مثل (نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وديلي تلغراف) غير مُشجعة، مما يعني أن النظرية العربية (لقفز الطوابير) هي الأفضل!
وعلى دروب الخير نلتقي.