أمل بنت فهد
يحدث بعد تجربة مريرة.. وخيانة لا تقبل التفسير أن تصر على البحث عن إجابات للأسئلة المعلقة.. لماذا فعلوا؟ لماذا طعنوا؟ لماذا خذلوا؟ لماذا تُركت؟ كل هذا يحدث رغم الدمار النفسي.. رغم أنك لا تزال تنزف وجرحك رطب.. وتبقى على ذات الحال.. كلما دعاك النسيان لحضنه تأبى.. وكلما راغت بك يد الأفراح صوب التغيير والثقة من جديد.. تُشهر في وجهها نفس الأسئلة!
عن ماذا تبحث تحديداً؟ وما جدوى الإجابات وأنت ترزح تحت حطام خسائرك؟
فالبحث عن إجابة بحث عن الحقيقة.. وبحثك عن سبب قتلك ودهس مشاعرك خفي وغريب وأبعد ما يكون عن الحقيقة والصدق.. أنت تبحث عن أعذار لخيانتهم بكل بساطة.. لم تنته منهم بعد.. لازلت لم تصدق أنهم لا يستحقونك.. لازلت تريد عودتهم.. فهل رأيت (مطحون) على طريق يسأل عن صادمة أم يبحث عن منقذه؟
ربما يعاود السؤال عنه.. لكن بعد أن يُشفى ويطيب ألمه ويكون مستعداً لأخذ حقه ومحاسبة المتهور الذي سحق عظامه.. لكن وهو غريق دمه.. يريد الحياة فقط.. بعض الإصرار يكون من حماقة المشاعر وتشبثها بالحقراء والخونة.. لأن الرجوع لذات المكان الذي كنت فيه كبش فداء لأطماعهم لا يكون شجاعاً إلا إن كانت النية رد الاعتبار أوحتى الانتقام.. أما أن تبحث في ذات المذبح عن السبب.. فأنت جبان باختصار.
لا ترجع لمكان أهدرت فيه كرامتك.. لا ترجع لمن أهان كبرياءك.. لا تكن مشتريا لمن باعك.. امض بعيداً عن مرتع الذئاب والضباع.. فالجراح تعالجها الأفراح.. أما البحث في الدفاتر القذرة لن يمنحك إلا مزيداً من التشظي والتمزق.. تعلم شيئاً من دروس الكرامة والشموخ.. تعلم فقدان الذاكرة الإجباري.. تعلم كيف توقف حماقة قلبك عند حدها.. كلما تحسست ندوب الجراح.. تذكر فقط أن الأثر أهم من السبب.
خذ الدرس حتى لا تقابل أشباههم مستقبلاً وتقع فريسة في نفس الفخ.. ابحث عن مكمن غفلتك وسر غفوتك.. لتفهم معنى اليقظة وكيف ترى المؤشرات التي تهمس بروحك على وجل.. تخبرك عن نهاية حزينة.. واستغلال مستتر.. تبث الريبة فيك وأنت تعاند مستنداً على صدقك وشفافيتك ونبلك.. قليلاً من الشك أيها الطيب يحميك.. وقليلاً من الحذر يكفيك فواجع الصدمات.