أمل بنت فهد
أمام هذا الموج الهائج من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وووإلخ وتعددية المنابر التي فتحت للجميع فرصة المشاركة وإبداء الرأي.. تعددت الحلول والرؤى والأفكار والأطروحات وابتلعت في طريقها حقيقة أن حياة الفرد الواحد أقصر من هذا الجدل الطويل والحيرة الدائمة والاقتتال المدمر من جهة.. ومن جهة أخرى كان نهج الحلول غائباً عند التطبيق الواقعي.. وحاضراً على صفحات التنظير الكاذب.. وأعظم الحجج أن الوضع يزداد تدهوراً.. والأصوات باتت أكثر.. فهل حقاً لدينا أزمة تطبيق.. أم علة في الحلول المطروحة؟!
وفي وصف الفيلسوف البريطاني بيرتراند راسل لأهم مشاكل المفكر المسكون بهم الآخرين يقول: «أكبر تحدى يواجهه أي مفكر هو طرح المشكلة بطريقة تسمح بالوصول إلى حل» فما هي العقدة التي تفصل الحل عن التطبيق؟
ربما أول هشاشة تصيب الفكرة والحل.. تبدأ من غض الطرف عن أهمية المصلحة الفردية والعائد من تبني الحل واعتباره حلاً فعلاً.. فالذكاء أن تؤدي الطرق إلى مصلحة الفرد بوضوح تام.. ونجاح طريقة الربط مرهون بفهم المفكر لهذا الجانب وكيفية تطويعه للمصلحة العامة دون الإضرار بالمصلحة الشخصية أو إهمالها.. فالإنسان بطبعه يريد أن يعرف مدى فائدته.. أما الشعارات الرنانة للإيثار في قضية عامة.. فهو السخف يتمشى أعرجاً ويهرج.. يمكن أن تنجح لدى المحبطين والمنتهين من الحياة.. من يريدون موتاً سريعاً وأي قضية يمكن لها أن تجعل لحياتهم معنى.. أما المفعمون بالحياة.. فإنهم وإن أسروا التفكير في مصالحهم حياءً من العامة.. إلا أنها حقيقة لا يلغيها الصمت.
وتأتي القدرة على جس مقدار ارتباط القضية بالعاطفة ونوعها (عاطفة دينية أم جسدية أم اجتماعية...ألخ) ثانِ أهم سبب يجعل الحل قابلاً للتطبيق.. فلا يظن المفكر أن قناعات الناس مرتبطة بالعقلانية إنما تحكمها العاطفة.. ولو كانت تحت هيمنة العقل لكانت مهمة سهلة للغاية.. فعندما تناقش حلولاً رائعة وتظنها مبدعة وهي ترتطم بمشاعر الآخرين ورغباتهم.. فأنت خسرتهم تماماً إن لم تتحول لعدو يكرهونه.. حتى لو أتيت بالدليل الدامغ.. لأنك نسيت أن العاطفة أقوى العقل عندما تحدث الجمهور بشكل عام.. وتقل قليلاً عندما تتحدث لفرد واحد.
لذا فإن عناصر معادلة الحل القابل للتطبيق هي:
مصلحة الفرد ومقدار الارتباط العاطفي بالقضية.. فإن غابت ضع أوراقك في الأرشيف.