جاسر عبدالعزيز الجاسر
تواصلت تظاهرات العراقيين المطالبة بإصلاح أوضاع البـلاد المعيشية والإنسانية والحد من تجاوزات الأحزاب والمليشيات الطائفية التي بدأت تصعد من عمليات اختراق هذه المظاهرات والعمل على انحرافها عن أهدافها.
في بغداد والبصرة وميسان طالب المتظاهرون بوضوح بتقديم نوري المالكي ومعاونيه من أعضاء حزب الدعوة ووزراء في حكومته من تقديمهم إلى المحاكمة رغم اعتراض نظام ملالي إيران على هذه المحاكمات التي ترى محاكمة للنهج الطائفي الذي فرضه دستور «برايمر» الذي وضع في عهد الاحتلال الأمريكي.
حيدر العبادي المسنود بدعم الجماهير التي تهدد بتصعيد تظاهرات إن لم تنفذ إجراءات الإصلاح وتقديم الفاسدين للمحاكمة، أضاف إلى حزم إجراءاته الإصلاحية، حزمة جديدة تتمثل في فتح ما يسمى بالمنطقة الخضراء في بغداد والشوارع الرئيسية في المحافظات العراقية.
قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بفتح المنطقة الخضراء وجعلها متاحة للمواطنين العراقيين يلغي قراراً فرضه الاحتلال الأمريكي وسار عليه من جاء إلى العراق تحت عباءة المحتل، حيث استولى قادة المليشيات والأحزاب الطائفية الشيعية على قصور الرئاسة ومقرات الوزارات والحزب الحاكم في جانب الكرخ والمنطقة المحاذية لنهر دجلة والمقابلة لفندق الرشيد، وهي منطقة تضم مباني وقصور رئاسة الدولة ومقرات المؤسسات الأمنية والحزبية للحزب الحاكم وجميعها كانت ملك وزارة المالية العراقية، إلا أنه وفي عهد إبراهيم الجعفري ونوري المالكي استولى رؤساء الأحزاب الطائفية والميليشيات على هذه المباني وبعضها سجلها باسمه، حتى أن نادي الصيد في بغداد وهو منشأة رياضية واجتماعية كانت متنفساً لأهالي بغداد، استولى عليه أحمد الجلبي بمساعدة قوات الاحتلال الأمريكي وجعله مقراً لحزب المؤتمرات الذي شكله أحمد جلبي، ومثله فعل حزب الدعوة الذي جعل أحد قصور الرئاسة مقراً له واستولى على منشآت مطار المثنى وسط الكرخ، لجعله مقراً لدوائر الحزب وأقسامه الأمنية.. ومثله فعل حزب الثورة الإسلامية الذي يرأسه عمار الحكيم، إلا أن الأخير اختار جانب الرصافة في حي الكرادة ذات الأغلبية الشيعية وحدة التيار الصدري اعتمد على أعضائه وتمويله الذاتي وأقام مقره في مدينة الصدر المدينة الشعبية التي تدعم التيار الصدري.
الآن وبعد اتساع حزم الإصلاحات وفتح المنطقة الخضراء، هل يتم تسليم قصور الرئاسة العراقية السابقة ويتم إخراج من استولوا على هذه القصور وتملكوها بإجراءات مزورة، وبعمليات فساد مفضوحة، خاصة وأن بعض من استولوا على هذه القصور والمنشآت أبعدوا عن السلطة.