جاسر عبدالعزيز الجاسر
بدأت التداعيات المتتابعة على فشل السياسة الإيرانية في المنطقة العربية في الظهور، إِذْ أخذت عمليات التجريد ولفظ عملاء نظام ملالي إيران في أكثر من بلد عربي، فبالإضافة إلى الهزيمة النكراء التي تزداد انعكاساتها السلبية على عملاء نظام ملالي إيران من جماعة الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، يهتز النفوذ الإيراني في العراق بقوة بعد تفاقم مشاكل الشعب العراقي الذي نهبت ثرواته من قبل لصوص الحكم الذين يدينون بالولاء لملالي إيران، إِذْ انتفض العراقيون وأشعلوا الساحات بالمظاهرات كل يوم جمعة للمطالبة بحقوقهم الشرعية التي غيبها ونهبها لصوص وعملاء إيران، فمنذ احتلال العراق عام 2003 وتسلل مليشيات والأحزاب الطائفية التي أنشأتها إيران لتشارك الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم في غزو العراق، واحتلال هذا البلد العربي، وبعد أن كان العراق مكتفياً غذائياً ويعالج المشاكل التي تحاصر العراقيين رغم الحصار المضروب عليه، يواجه العراقيون نقصاً في تلبية حاجات المواطنين من الغذاء، وتوفير العلاج والخدمات الصحية، إضافة إلى انقطاع الكهرباء والمياه الصالحة للشرب وتعطل الخدمات في جميع المحافظات العراقية، باستثناء محافظات إقليم كردستان الذي استطاعت حكومته تلبية احتياجات مواطنيه رغم قلة الإمكانيات وشح الموارد، إلا أن من يحكمون كردستان لم يمدوا أيديهم إلى المال العام الذي نهب في المحافظات واقتطعت النسب للأحزاب والمليشيات الطائفية، كل هذه الأفعال جعلت الشعب العراقي ينتفض على حكم عملاء إيران ومظاهرات أيَّام الجمع ما هي إلا البداية، فإنَّ لم تنظف العراق من عملاء الملالي فلابد أن تندلع ثورة تزيحهم عن هذا البلد العربي الأصيل.
انتفاضة الشعوب العربية امتدت إلى لبنان، وإن كانت البداية اعتصام وتظاهر اللبنانيين على عدم معالجة تكدس النفايات في الشوارع والطرق في بيروت، إلا أن اللبنانيين الذين سئموا تلكؤ النواب اللبنانيين وقادة الدكاكين والطوائف السياسية والمذهبية في لبنان ونهبهم ثروات لبنان يعتزمون تطوير اعتصامهم ومظاهراتهم لإجبار لصوص السياسة ومنهم عملاء إيران على معالجة قصور أداء النواب الذين عجزوا طوال عام كامل عن انتخاب رئيس للدولة، مما حرم البلاد الكثير من الاستحقاقات واخر العديد من القرارات والإجراءات، كما أدَّت مناكفات حزبي حسن نصر الله وميشيل عون إلى تعطيل عمل الحكومة التي يرأسها النائب تمام سلام الذي وإن عرف عنه طول البال والصبر، إلا أن أساليب جماعتي نصر الله وعون ستجعله يستقيل لتصبح لبنان بلا رئيس للجمهورية ولا حكومة، وهو ما يجعل لبنان دولة فاشلة تحكم من قبل العملاء ومليشيات، وهو ما يحاول اللبنانيون عدم حصوله، فالاعتصام والمظاهرات ورغم محاولات المندسين حرفها عن أهدافها، ستؤدي إلى إنهاء أو تخفيف هيمنة العملاء وجعل لبنان حلقة انكسار لنظام ملالي إيران بعد اليمن والعراق.