ناصر الصِرامي
كتب الزميل حمد الماجد بجريدة الشرق الأوسط - حيث يكتب منذ سنوات- مقاله الأخير لتخفيف عن المذنب، واعتراف على شكل إنكار بقائمة كانت ولا تزال ميادين وساحة للفكر المتطرف،مما يدل بالفعل على عمق مشكلة حركات الغلو والعنف وخطورتها.
كتب: « «داعش» التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير الطوارئ في عسير،..»، كتب ومضى في المقال في تجاوز عجيب لم يذكر فيه أنه تفجير مسجد، وحدث وقت الصلاة بين ركع وسجود..!
لا أدري لماذ تخفف الصدمة يا زميلي، وعلى من، ولمن تكرر «حادث تفجير مقر الطوارئ»،هكذا، بل هو مسجد الطواري، وهذا هو ما يجب أن يكون محطة توقف حقيقية.
تكتب يازميلي وكأننا أمام حادث منفصل، أو حالة فردية، أو أمر مستجد، نحتاج لوقت للدراسة والتحليل، وهذا يضعك في عمق المنازعة والمكايدة الفكرية.
ومباشرة تركت كل الفكر الداعم للثقافة الداعشية، وتجاوزت المتلونين والصامتين، إلى اقحام ما أسميته،»معسكر المثقفين المناوئين لـ»داعش» «، والحقيقة انه ليس «معسكر»، بل هو الوطن كله بمثقفيه وعامته، كل المجتمع إلا من اختار أن يكون ضد الوطن وأمنه وسلامته ومستقبله..
نعم، أقلام صادقة تستخدم البنان كالسنان في معركة الوطن مع «معسكر» الفكر التكفيري الإرهابي الاجرامي، ومن تبعه مباشرة وغير مباشرة، وضد كل من يستغل ويشاغل في استغلال أزمته، بل وأزماته من عقود لتحقيق نقاط لصالحها، هؤلا هم من سوق ويسوق ويبرر للأفكار المتطرفة والتكفيرية. ثم يعود مجددا عند كل حادثة لسلخ جلده وكأنه المدافع عن الوطن في حربه مع الإرهاب وسدنته!
هؤلا أخي حمد، وأنت بهم أعرف وأقرب، هم من يبنون مجدهم الشخصي على التحريض، ثم حين يأخذون الشياه الى مسالخها، ويعلنون البراءة، بل و ينقلبون لمعسكر الدفاع عن الوطن وأمنه، يمارسون دور المخلص القادر، تبادل وتبدل أدوار لم ينفكوا يوما ولعقود عن القيام به بمهارة خادعة وقاتلة..!
كيف تصبح أخي حمد.. «المناهج التعليمية، حلق تحفيظ القرآن، المراكز الصيفية، الدعاة، الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم، السلفية، الإسلام السياسي، الكتب الفكرية للتيارات الإسلامية، ملفات مكايدات قادمة من درج الخصومات العدمية، وعملية «نسخ ولصق؟،-كما وصفت-. هي ليست مكايدات، بل تهم ووضع الأصبع على بعض العلل..والدفاع عنها لا يعنى براءتها..
التشخيص ليس معقدا، ولا يحتاج إلى طبيب أو استشاري، عليك النظر بموضوعية، لتدرك من أين تتغذى جماعات الإسلام السياسي، وأين تجرى اختباراتها وتجنيدها وشحن مواردها، إنها في القائمة أعلاه..
والعلة ليست في اسم تلك الأنشطة أو الفصول، لكن في بعض القائمين عليها، والمسيرين أو المقتحمين لها، والذين يجدونها أرضية خصبة للتجنيد والتدريب والتأهيل لكوادرها في كل مستويات التطرف وتنظيماته!
نعم، آن الأوان أن يدخل الجميع وكل ألوان الطيف الفكري في حل مشكلة وباء التشدد ومرض «داعش» وغيره، قبل أن يكشف عن المزيد من أساليب التوحش، لكن كيف نقتنع أن من يمهد ارضية التطرف والتكفير ويدندن بها كسلاح في مواجهة الخصوم- مثلا، سيكون جزءاً من الحل..؟!
نعم، آن الأوان أن نغير طريقة العلاج وأسلوبه إذا كان المرض يزداد والفيروس ينتشر ويصبح في كل مرة أقل رحمة وأشد خطرا..
نعم، حان الوقت أن نتوقف عن خداع أنفسنا بوصفات لا تشفي، بل تزيد المرض انتشارا بشكل مفجع ومخيف.
ليس لمن أشعل الإرهاب كل ما استطاع إلى ذلك سبيلا، أن يشارك في إطفائه، اذا استمررنا نستخدم نفس الأساليب فسنحصد نفس النتائج، بل لنتوقع الأسوأ..
آن الأون لندرك حجم الخديعة والمكيدة التى تتكرر بلا خجل، وتجرنا للوراء، للخلف، وتحجب عنا المستقبل والأمن وتضع الوطن في حلقة من نار..!
هل يحوز أن تقدم دفاعا وهميا عن من أشعل، وأوقد نار الإرهاب من الأساس، ويعيد إشعالها كلما سنحت له / لهم الفرصة..؟
هل نكذب على أنفسنا ونخدعها مرة بعد مرة، حتى تصل التفجيرات لغرف نومنا.. يا حمد..؟!