م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - العلامة التجارية (Brand) هي التزام بالجودة أو الفخامة أو الراحة أو الاقتصاد في النفقات.. ففي عالم السيارات مثلاً: المرسيدس التزام بالجودة واللكزس بالراحة والهوندا بالاقتصاد والبورش بالسرعة.. وهكذا.. وجودة العلامة التجارية (البراند) تعتمد على مدى المصداقية في أن تفي بما تعد به.
2 - وكذلك الحال ينطبق على المجتمعات حيث لكل مجتمع (براند) خاص به.. فالسمعة أو (البراند) عن الألمان مثلاً أنهم ذوو كفاءة وعن اليابانيين أنهم دقيقون وعن الإنجليز أنهم منضبطون والبرازيليون برعوا في كرة القدم.. وكل واحد منا لديه صورة ذهنية محددة عن من حوله من أفراد أو أفكار أو ماركات أو مجتمعات أو دول.. والآن اسأل نفسك: ما هو انطباع الآخرين عنك وعن مجتمعك؟.. فهذه هي علامتك التجارية فالانطباع هو المكون الأول للبراند.
3 - الثقة بالعلامة (البراند) تتصاعد مع السمعة التي تكتسبها العلامة نتيجة تحقيقها لما تلتزم به مع مشتريها أو متلقيها.. وبأنها دائماً كما تعد.. وإلا تحطمت تلك العلامة.. فالبراند هو السمعة الشخصية التي تُبْنى في سنين وتتحطم في دقائق.. كما أن بناء البراند للشخص أو المنتج متشابه في المنهجية وإن اختلف في الآلية.. كما يتشابهان في الغاية وهي تحقيق القبول.
4 - الجمال في المنتج والكارزما في الأشخاص لهما مفعول السحر في التأثير على (البراند).. من هنا ترى الأهمية الكبرى التي يضيفها أصحاب المنتجات على عبوات منتجاتهم أو مظهر منشآتهم أو قيافة أشخاصهم.. فالقبول البصري هو الباب الأول للقبول.. انظر إلى حالك لو أردت شراء مواد استهلاكية من على أرفف بقالة.. فإذا كنت لم تقرر نوع الماركة فالذي سوف يشدك أولاً هو جمال شكل العبوة.
5 - أخيراً: أصل مصطلح «براند» أتى من اللغة الإسكندنافية القديمة ومعناه (الحرق بالنار) أي الوسم على المواشي لإثبات الملكية.. وعملية الوسم على الماشية بدأها المصريون القدامى ثم انتشرت لدى بقية الشعوب بعد ذلك.. ولا أعرف كلمة عربية واحدة تؤدي المعنى كاملاً لكلمة «براند».. فهي في لغة الأعمال تعني: مجموع الاسم، والشعار، والهوية، والاستراتيجية، والسمعة.. وقد تم اقتراح اسم ليكون مرادفاً لكلمة «براند» بالعربية وهو: (سمة).. وينطلق من أن أصل كلمة براند هو (وسم).. وهي الكلمة التي تعني باللغة العربية «وصف الأفراد والمجتمعات».