م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - «الوثيقة المرجعية» هي ممارسة تقوم بها الشركات الكبيرة ذات التاريخ والإنجاز تدوّن فيها كل ما يتصل بها وتكون جزءاً أساسياً في وضع أية إستراتيجية للشركة.. وأن تتوافر وثيقة مرجعية عن المنشأة سواء حكومية أو خاصة فهذا يعني أنها قد بلغت درجة عالية من التقدّم ويعني أن لديها ما تقدّم وتُعَرِّف به نفسها.
2 - تتكون الوثيقة المرجعية من تعريف مركَّز بالمنشأة.. تُكْتب بعد دراسة كامل تفاصيل المنشأة وتغطي تاريخها وتصف حاضرها وتطلعاتها لمستقبلها.. يكون فيها رؤية وأهداف وغايات المنشأة.. ومحدداً فيها الوسائل والآليات لتنفيذ البرامج والمشاريع لتحقيق تلك الرؤية.
3 - ذات الآلية المطبقة لعمل وثيقة مرجعية للمنشآت يمكن تطبيقها على الأفراد.. ومن يقوم بتلك الخطوة فسوف يتعرّف على نفسه بشكل أعمق.. ويكتشف لماذا نجح في بعض الأمور وأخفق في أخرى.. ويحدّد بشكل أكثر دقة موقعه على أرض الواقع تحديداً واقعياً لا انطباعياً.. ويستطيع من خلال ذلك أن يضع خارطة طريق لمستقبله بشكل قابل للتحقيق.. لا أمنيات وأحلام تطير مع الهواء وتضيع بمضي العمر.
4 - أن تدوّن على الورق سنك ووضعك الصحي وتأهيلك العلمي والثقافي.. وسماتك الشخصية وصفاتك الجسدية ووضعك المجتمعي وحالتك العائلية وموقعك العملي.. وسمعتك المهنية وصورتك في محيطك.. وطموحاتك في مجالك.. وآمالك في حياتك وقدراتك ونقاط القوة لديك ونقاط الضعف فيك.. والفرص المتاحة لك والتهديدات المحتملة عليك.. ثم تأخذ كل سمة أو صفة أو حالة أو وضع أو طموح وتركز عليها.. فتقوِّي مكامن القوة وتُحَيِّد نقاط الضعف وتنظر أمامك فتنتقي الفرص وتتجنب التهديدات.. بذلك تكون قد وضعت لنفسك ميزاناً دقيقاً يعينك على تحقيق أهدافك في الحياة.
5 - الوثيقة المرجعية تتيح لك أن ترى وضعك كما هو لكن بشكل أكثر ترتيباً وتنظيماً.. وتلفت نظرك إلى أمور لم تدركها وأنت في معمعة العمل والانشغال بالحياة.. وتجعلك أقدر على وضع خططك وتحديد أولوياتك.. وحينما تنتهي من كتابة وثيقتك المرجعية ستجد أنك تعرَّفت على نفسك بشكل أكبر وأدق.. وهذا هو أحد أهداف الوثيقة المرجعية.