جاسر عبدالعزيز الجاسر
وفق الوثائق التي تنشرها المنظمات الحقوقية العالمية والتي تراقب أفعال وتصرفات الحكومات في كل مناطق العالم، والتي أكدتها الشهادات التي وثقتها وكالات الأنباء والمبعوثون الصحفيون وتناقلتها محطات التلفاز، يبرز نظامين في ارتكابها أشد الأعمال إجراماً والأكثر ضرراً للبشر.
الكيان الإسرائيلي الذي أذاق الفلسطينيين الويل والثبور ولم يترك أيّ شيء سيئ إلا وارتكبه ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض والوطن الذين يعانون احتلال طال الأرض والبشر والحيوان والشجر.
لم يترك الإسرائيليون المحتلون جريمة إلا وارتكبوها ضد الفلسطينيين الذين لا حول لهم ولا قوة بعد أن تخلى عنهم الجميع، وانصرفوا أنفسهم إلى الخلافات فيما بينهم، مما أضعف قوتهم وزاد من تعنت الإسرائيليين ومضاعفات التنكيل بهم.. ووصل الأمر إلى تدنيس مقدساتهم التي هي مقدسات المسلمين.
إذ يشهد المسجد الأقصى محاولات متعددة لانتهاك قدسيته وقيام المستوطنين بدخوله عنونة وهو ما يذكر بما سبق أن فعلوه للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، حيث انتهى الأمر باقتسام الحرم مع المسلمين ليفرضوا واقعاً احتلالياً يهدد بالاستيلاء كلياً على الحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل معاً.
ويزاحم النظام الإسرائيلي في انتهاكه لحقوق الإنسان وخرقه لنواميس البشر، نظام ملالي إيران الذي يمارس كل أنواع التنكيل والقهر ضد الشعوب الإيرانية. وبالذات التي تختلف معها في الانتماء المذهبي، إذ يضيق النظام الإيراني على أهل السنّة والذين يشكلون قرابة الأربعين بالمئة من عدد سكان الشعوب الإيرانية، حيث يعتنق الأكراد والبلوش والترك والتركمان في الشمال مذاهب أهل السنّة مع تقاسم عرب الأحواز الانتماء الشيعي والسنّي، إضافة إلى اعتناق نسبة غير قليلة من الفرس للمذهب السنّي، ومع هذا فقد حرم أهل السنّة من بناء مساجد خاصة بهم وقامت بلدية طهران أخيراً بهدم مسجد لأهل السنّة في العاصمة الإيرانية في إجراء مشابهة لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
الفلسطينيون يعيشون تحت الاحتلال ولذلك فلا يستغرب أن ينتهك المحتلون الإسرائيليون حقوق المواطنين الفلسطينيين.. أما سلطات ملالي إيران فبأي حق تمنع المسلمين من نيل حقوقهم الشرعية، والتي أبسطها بناء مساجد خاصة بهم؟.. فهل يعقل أن يحرم أهل السنّة في مدينة طهران من مسجد لهم، مع أن المفروض أن يقام لهم مسجد جامع وعددهم في العاصمة أكثر من ثلاثة ملايين مواطن، والذين يضطرون إلى تأدية صلاة الجمع والأعياد في مساجد السفارات الإسلامية العربية.
نظام ملالي إيران الذي حقق المركز الأول في تنفيذ عمليات الإعدام ضد معارضين سياسيين وأغلبهم من العرب ومن المسلمين السنّة أكراد وبلوش وتركمان، ضرب بعرض الحائط كل الاحتجاجات ومذكرات الشجب ا لمرسلة من منظمات الأمم المتحدة، ومع هذا لم يعاقب على جريمته هذه التي تعد ضمن جرائم ضد الإنسانية، وتصنف جرائم عنصرية وطائفية.. ومع هذا تزايد وسائل الإعلام المرتبطة بنظام ملالي إيران في العراق وسوريا ولبنان بمزاعم انتهاك حقوق الشيعة في دول الخليج الذين لم يحصلوا من إيران سوى شبهة العمالة لنظام ظالم أهل السنّة من الشعوب الإيرانية والذين يطالبون بالحصول على نفس الحقوق التي يحصل عليها إخوانهم الشيعة في دول الخليج العربية كمواطنين سواسية مع أهل السنّة.. فبالإضافة إلى المساجد الجامعة والمساجد المنتشرة في المدن الخليجية هناك آلاف الحسينيات التي تبنى كل يوم في حين تهدم مساجد السنة في إيران!!.