جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد أن أكمل نظام ملالي إيران صفقة الملف النووي والتي تم بموجبها تحيُّد الغرب، وترك النظام الإيراني والمليشيات الإرهابية المرتبطة به خارج نطاق المسألة، بدأ ملالي إيران في إرسال (هداياهم) إلى جيرانهم.
البداية كالعادة أرسلت إلى دول الخليج العربية، وأولى الجهات هي مملكة البحرين التي تلقّت في غضون أسبوع واحد عمليتين إرهابيتين، الأولى تمثّلت في إرسال شحنة من المتفجرات والأسلحة ضبطت في البحر قبالة سواحل المملكة، تمثّلت في ضبط 43.800 كيلو جرام من مادة c.4 المتفجرة وثمانية أسلحة أتوماتيكية من نوع كلاشينكوف و33 مخزناً لرصاص هذا النوع وكمية من الطلقات والصواعق.
ضبطُ هذه الكمية من الأسلحة والمتفجرات والذي تم يوم السبت الماضي، أي قبل أن يبدأ وزير خارجية نظام إيران زيارته لدولتي قطر والكويت، ثم يتوجه للقاء المرجعيات الشيعية في العراق ثم يلتقي نظيره العراقي، وفي يوم الثلاثاء أشعل عملاء ملالي إيران في قرية سترة جنوب العاصمة المنامة، اضطرابات اعتاد عملاء حكومة طهران لدول الخليج لإظهار قدرة إرهابيي إيران على إثارة المشاكل لدول الخليج.
اضطرابات سترة أوقعت شرطيين بحرينيين كانا يؤديان واجبهما حيث قُتلا من قِبل الإرهابيين بعد تفجير إرهابي تسبب أيضاً في إصابة شرطي ثالث بجروح بليغة وخمسة آخرين إصاباتهم طفيفة.
الحكومة البحرينية وبعد إجراء التحقيقات في مواقع انفجارات سترة، أكدت أنّ المتفجرات التي استعملت في هذه التفجيرات، هي من نفس نوع المتفجرات التي تم ضطبتها يوم السبت الماضي والتي كانت قادمة من إيران.
تفجيرات سترة، وقبلها محاولة تهريب متفجرات وأسلحة إلى مملكة البحرين إحدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تأتي أثناء وبعد زيارة وزير خارجية نظام ملالي إيران، الذي زعم بأنه يحمل رسالة تعاون ومودة إلى دول الخليج، مروِّجاً بأنّ (هناك) دولاً في الخليج تساعد على الإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية.
هذه الأقوال أدلى بها ظريف فوق أراضٍ عربية خليجية، وهي أقوال يعرف كلّ من سمعها ممن الذين رافقوا الوزير الإيراني، أنها كذب وهراء، فالجميع يعرف من يمول الجماعات الإرهابية ويرسل الأسلحة والمتفجرات، ويقوم بتدريب الإرهابيين سواء في معسكرات أُعدت لهذا الغرض في إيران أو في الدول التي تخضع أنظمتها لهيمنة ملالي إيران.
المواطنون في البحرين وباقي دول الخليج العربية رصدوا أنّ زيارة مسؤولي ملالي إيران إلى دول الخليج يرافقها دائماً أعمال إرهابية في الدول الخليجية، والتي تتصدى لعبث الملالي سواء في البحرين أو المملكة العربية السعودية، ولهذا يطالب أهالي الخليج أن تمارس الدول التي يزورها المسؤولون الإيرانيون الضغط عليهم لوقف جرائمهم الإرهابية، إنْ لم يستطيعوا أن يرفضوا زياراتهم التحريضية حيث يوجِّه أولئك المسؤولون الذين يزورن دول الخليج رسائل مشفّرة لعملائهم، كما فعل ظريف في زيارته الأخيرة، تعقبها أعمال إرهابية في البحرين أو السعودية.